عرب لندن

هاجم رئيس الوزراء كير ستارمر، زعيم حزب الإصلاح ، نايجل فراج، محذراً من أن سياسات حزبه ستؤدي إلى "تحطيم الاقتصاد" وقارنه برئيسة الوزراء السابقة ليز تراس التي تسببت سياساتها المالية في اضطرابات اقتصادية حادة عام 2022.

واتهم ستارمر، خلال خطاب ألقاه في منشأة تجارية شمال غرب إنجلترا، فراج باعتماد "اقتصاد خيالي"، وتقديم وعود بتخفيضات ضريبية ضخمة دون توفير مصادر تمويل واضحة، مضيفاً: "نحن الآن نحارب نفس الوهم مجدداً، ولكن من فراج هذه المرة".

وشدد رئيس الوزراء على أن فراج يكرر تجربة تراس الفاشلة، مضيفاً: "يستخدم أموال أسرِكم ورهوناتكم وفواتيركم كورقة مقامرة في تجربته المجنونة"، وتابع: "النتيجة ستكون ذاتها".

وأشار ستارمر إلى أن حزب الإصلاح يقترح إنفاق عشرات المليارات من الجنيهات في تخفيضات ضريبية غير ممولة، وهو ما اعتبره تكراراً لأخطاء ميزانية تراس المصغرة، التي تضمنت خفضاً ضريبياً بقيمة 45 مليار جنيه مما أدى إلى اضطراب الأسواق وارتفاع أسعار الفائدة على القروض العقارية.

ووصف رئيس الوزراء فراج بـ"تراس 2.0"، نافياً ما يدعيه الأخير بأن حزبه هو "حزب الطبقة العاملة"، قائلاً: "على عكس نايجل فراج، أنا أعرف معنى نشأتي في أزمة غلاء معيشة، وأدرك معاناة الأسر التي لا تستطيع دفع فواتيرها".

وسُئل ستارمر عن تركيزه الكبير على حزب الإصلاح رغم وجود خمسة نواب فقط للحزب، فأجاب بأن مسار حزب المحافظين السياسي قد "انتهى وسقط في الهاوية"، وأن المنافسة الحقيقية باتت بين حزب العمال والإصلاح.

وقدّم فراج في خطابه الأخير سلسلة وعود، شملت إعفاءات ضريبية أكبر للأزواج، وإعادة منح الوقود الشتوي لجميع المتقاعدين، وإلغاء الحد الأقصى لطفلين في الاستحقاقات الاجتماعية، وهو ما يطالب به أيضاً بعض نواب حزب العمال.

في المقابل، تجنّب ستارمر إعلان موقف حاسم من إلغاء هذا الحد، مكتفياً بالقول إنه "مصمم على خفض معدلات فقر الأطفال" وإن حكومته تدرس كافة الخيارات المتاحة.

وواجهت مقترحات الإصلاح تساؤلات من اقتصاديين حول كيفية تمويلها، خاصة خطة رفع عتبة ضريبة الدخل من 12,570 إلى 20 ألف جنيه إسترليني. 

وذكرت مؤسسة الدراسات المالية (IFS) أن هذه الخطوة قد تكلف ما بين 50 و80 مليار جنيه سنوياً، دون وجود خطة واضحة لتمويلها.

وأعلن حزب الإصلاح أن تمويل سياساته سيتم عبر إلغاء التزامات المناخ الصافي، ووقف إيواء طالبي اللجوء في الفنادق، وإنهاء برامج التنوع والمساواة في القطاع العام، وتقليص عدد الهيئات العامة المستقلة.

وأحرز الحزب تقدماً كبيراً في انتخابات المجالس المحلية التي جرت في مايو، حيث فاز بمقعد في انتخابات فرعية، وسيطر على سباقين لرئاسة بلديات، وحصد 677 مقعداً جديداً.

وقال رئيس حزب الإصلاح ضياء يوسف إن استطلاعات الرأي تُظهر أن الحزب يُنظر إليه كـ"بديل حقيقي"، واتهم زعيم حزب العمال كير ستارمر بـ"الذعر".

 وانتقد يوسف إنفاق الحكومة على المهاجرين غير الشرعيين بينما "لا يوجد مال" لدعم المتقاعدين البريطانيين.

من جهته، قال وزير الخزانة في حكومة الظل ميل سترايد إن حزب العمال والإصلاح يتعاملان باستخفاف مع المالية العامة، مؤكدًا أن المحافظين هم الحزب الوحيد الذي يتحلى بـ"المسؤولية المالية".

أما ليز تراس فردّت على ستارمر بقولها إن تكرار "الأكاذيب" لن يُصلح الاقتصاد.

السابق السلطات البريطانية تحقق في حريق متعمد يطال منزل الأميرة ديانا السابق في ألثورب
التالي أكثر من 300 شخصية بريطانية بارزة تطالب بوقف تواطؤ المملكة المتحدة في جرائم غزة