عرب لندن 

يحذر خبراء السمع من أن الاستخدام المتزايد لسماعات إلغاء الضوضاء بين جيل Z قد يؤدي إلى اضطرابات في معالجة الأصوات داخل الدماغ، وليس في الأذن نفسها. 

ووفقًا لاختصاصيي السمع في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، هناك تزايد في عدد الشباب الذين يشتكون من مشكلات في السمع، لكن عند الفحص يتبين أن أذنهم تعمل بشكل طبيعي، بينما تكمن المشكلة في عدم قدرة الدماغ على تفسير الأصوات وفهمها.

كيف تؤثر السماعات على الدماغ؟

أوضحت رينيه ألميدا، أخصائية السمعيات في مؤسسة إمبريال كوليدج للرعاية الصحية: "السمع يختلف عن الاستماع، ونلاحظ أن مهارات الاستماع تتأثر لدى هؤلاء الشباب."

ويرى الخبراء أن الاستخدام المفرط لسماعات إلغاء الضوضاء قد يضعف قدرة الدماغ على التعامل مع الضوضاء الخلفية، وهي مهارة أساسية لفهم الكلام في الأماكن الصاخبة.

وتشير كلير بينتون، نائبة رئيس الأكاديمية البريطانية للسمعيات، إلى أن حجب الأصوات اليومية مثل ضوضاء الشوارع أو القطارات قد يجعل الدماغ يفقد قدرته على التكيف مع الضوضاء الطبيعية. وتقول:

"عند استخدام هذه السماعات، تخلق بيئة زائفة حيث تسمع فقط ما تريد سماعه دون أن يبذل دماغك أي جهد."

وتضيف بينتون أن مهارات الاستماع المعقدة تستمر في التطور حتى أواخر سن المراهقة، والاستخدام المفرط لهذه السماعات قد يعيق هذه العملية، مما يجعل من الصعب على الدماغ فهم الكلام في البيئات المليئة بالضوضاء.

ويشهد مستشفى Royal National ENT and Eastman، وهو المركز الوحيد في إنجلترا الذي يقدم تقييمًا شاملاً لاضطراب معالجة السمع (APD)، ارتفاعًا في أعداد المرضى، مما أدى إلى قوائم انتظار تصل إلى تسعة أشهر. يعود ذلك إلى تعقيد التشخيص، الذي قد يستغرق ساعتين ويتطلب فحوصات إضافية، وفقًا للبروفيسورة دوريس-إيفا باميو.

في مستشفى جريت أورموند ستريت، أكد الدكتور أمجد محمود، رئيس قسم السمعيات، أن هناك زيادة ملحوظة في الطلب على الفحوصات للأطفال تحت سن 16 عامًا.

كيف يتم العلاج؟

تعتمد طرق العلاج على تعريض الدماغ تدريجيًا لضوضاء الخلفية، باستخدام تطبيقات رقمية أو أجهزة سمعية منخفضة التكبير، مما يساعد على إعادة تدريب الدماغ على التعامل مع الأصوات المحيطة.

بحسب استطلاع أجرته YouGov، فإن أكثر من 60% من الشباب بين 18 و24 عامًا يشاهدون العروض التلفزيونية مع تفعيل الترجمة، مما يشير إلى تغييرات واضحة في عادات الاستماع لديهم.

تحكي صوفي، موظفة إدارية تبلغ من العمر 25 عامًا من لندن، أنها بدأت تعاني من اضطراب APD بعد استخدامها سماعات إلغاء الضوضاء لخمس ساعات يوميًا. وتقول لـ BBC:

"حتى لو كنت أسمع الضوضاء، لا يمكنني التركيز على مصدرها. كل شيء يبدو كأنه طلاسم."

ونظرًا لعدم قدرتها على متابعة المحاضرات الجامعية، اضطرت إلى مشاهدتها عبر الإنترنت مع الترجمة بدلاً من حضورها شخصيًا.

ويحذر الخبراء من تأثير الاستخدام المفرط لسماعات إلغاء الضوضاء على تطور المهارات السمعية في الدماغ، داعين إلى المزيد من الدراسات لفهم العلاقة بين هذه السماعات واضطراب معالجة السمع.


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 

السابق انتشار إنفلونزا الطيور بين الفقمات يثير قلق العلماء في نورفولك
التالي إنجلترا: هيئة الخدمات الصحية تطلق أول حملة لزيادة فحوصات سرطان الثدي