عرب لندن 

كشف تقرير بحثي جديد عن تأخيرات كبيرة في تشخيص السرطان لدى الأطفال في المملكة المتحدة، إذ انتظر بعض المرضى ما يصل إلى ست سنوات قبل اكتشاف إصابتهم بالمرض.

وحللت الدراسة، التي أجراها فريق من جامعة نوتنغهام، بيانات 2000 طفل شُخّصوا بالسرطان بين سبتمبر 2020 ومارس 2023. وبيّنت أن متوسط زمن التشخيص بلغ 4.6 أسابيع، لكن الفروقات كانت واسعة؛ إذ حصل بعض الأطفال على تشخيص فوري، بينما تأخر تشخيص آخرون لسنوات.

وحسب ما ذكرته صحيفة التليغراف "Telegraph" أظهرت النتائج أن الأطفال دون سنّ عام شُخّصوا خلال 3.7 أسابيع، في حين انتظر مرضى سرطان الكلى حوالي 2.3 أسبوعٍ فقط.

أما المراهقون من 15 إلى 18 عاماً، فاستغرق تشخيصهم في المتوسط 8.7 أسابيع، فيما بلغ متوسط انتظار مرضى سرطان العظام أكثر من 12 أسبوعاً، وهي الأطول بين الأنواع المدروسة.

وأشارت الدراسة إلى أن نصف الحالات تقريباً لم تُشخّص إلا بعد مرور أربعة أسابيع أو أكثر من بدء الأعراض، وأن 67% من التشخيصات جاءت بعد تحويل طارئ أو دخول إلى أقسام الطوارئ في المستشفيات.

كما ارتبطت بعض أنواع السرطان، مثل أورام العظام والأنسجة الرخوة وأورام الدماغ، بعدد أكبر من الزيارات الطبية قبل الوصول إلى التشخيص، ما يعكس صعوبة التعرّف المبكر على هذه الحالات.

ونُشرت النتائج في مجلة Lancet Regional Health – Europe، حيث أكد الباحثون وجود تفاوتات في التشخيص حسب العمر ونوع الورم، داعين إلى بذل مزيد من الجهود لتقليص فترات الانتظار، خاصة للفئات المعرضة للتأخير.

وقالت الدكتورة شارنا شانموغافاديفيل، من كلية الطب بجامعة نوتنغهام: "لدينا الآن فهم واضح لواقع تشخيص سرطانات الأطفال في المملكة المتحدة. يجب أن نركّز على الفئات التي لا تزال تواجه تأخيراً طويلاً، خاصة مرضى أورام العظام".

وأضافت: "التشخيص المبكر أساسي، لأن التأخير يسمح للورم بالنمو والانتشار، مما يتطلب جراحات وعلاجات أكثر تعقيداً".

من جهته، أوضح آشلي بول-غامبل، المدير التنفيذي لجمعية "أطفال وشباب السرطان" (CCLG) والمشارك في الدراسة، أن: "فهم أسباب التأخير لدى بعض الفئات، مثل المراهقين أو المصابين بأورام الدماغ والعظام، يساعدنا على تسريع التشخيص وتحسين فرص البقاء على قيد الحياة".

ويأمل الباحثون أن تُستخدم نتائج الدراسة في تطوير خطة وطنية للسرطان في إنجلترا، تضمن تشخيصاً أسرع وأكثر عدلاً لجميع الأطفال واليافعين.


 


 

السابق (NHS) تطلق اختبار دم "ثوري" للكشف عن سرطان الرئة
التالي السالمونيلا تُصيب المملكة المتحدة مجددًا.. وتوصيات عاجلة لتجنب انتشار المرض