عرب لندن 

كشفت صحيفة The Independent أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) تمنع مرضى السمنة من إجراء عمليات استبدال مفصل الركبة أو الورك في عدد من المناطق، في محاولة لتقليل التكاليف المتزايدة. هذه السياسة تتعارض مع توجيهات المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية (NICE)، الذي يؤكد أنه لا يجب استخدام مؤشر كتلة الجسم (BMI) كمعيار لمنع المرضى من الجراحة.

وتُظهر تحقيقات أن ثلث مناطق NHS في إنجلترا وعدة مجالس صحية في ويلز تفرض قيودًا على أساس BMI، مطالبة المرضى بفقدان الوزن قبل التأهل للجراحة. في المقابل، تتزايد قوائم انتظار برامج خسارة الوزن بشكل كبير، حيث ينتظر بعض المرضى لسنوات، فيما أُغلقت خدمات أخرى بسبب الضغط الشديد.

وكشف تقرير من المعهد الوطني للأبحاث الصحية (NIHR) أن 15 من أصل 42 منطقة في إنجلترا تطبق هذا المعيار، إضافة إلى مجالسين صحيين في ويلز. تختلف الحدود بين المناطق، حيث تمنع بعض المناطق المرضى ذوي BMI فوق 35 أو 40 من الحصول على الجراحة.

انتقادات لاذعة للسياسة

وصفت الكلية الملكية للجراحين هذه السياسة بأنها غير عادلة ومخيفة، مؤكدة أن حرمان المرضى من الجراحة قد يؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية وفقدان القدرة على الحركة. رئيس الكلية، تيم ميتشل، شدد على أن مؤشر كتلة الجسم يجب ألا يكون حاجزًا منفردًا أمام الجراحة.

كما أشار مارك بوديتش، رئيس الجمعية البريطانية لجراحة العظام، إلى صعوبة فقدان الوزن لمن يعانون من مشاكل حركة، محذرًا من أن هذه السياسة قد تضر بالمجموعات الفقيرة والأقليات العرقية التي ترتفع فيها نسب السمنة.

وقالت الباحثة د. جوانا ماكلوغلين من جامعة بريستول “إن استخدام BMI كمعيار جاء بسبب الضغوط المالية وليس الأدلة الطبية”. وأوضحت أن الدعم المتاح لمرضى السمنة غير كافٍ، مما يدفع البعض إلى اللجوء للعلاج الخاص.

أوضحت الدراسة أن متطلبات فقدان الوزن تختلف من منطقة لأخرى، ما يخلق تفاوتًا غير عادل بين المرضى حسب مكان إقامتهم، وهو ما وصفته الباحثة بـ"اليانصيب الجغرافي".

وأكدت جمعية Versus Arthritis أن كثيرًا من المرضى يُرفض تحويلهم للجراحة أو يُحذفون من قوائم الانتظار بسبب وزنهم، مما يسبب معاناة كبيرة.

وبدوره أكد اللورد جيمس بيثيل، وزير الصحة السابق، أن الحكومة تواجه خيارًا واضحًا: إما توفير أدوية خسارة الوزن بتكلفة 100 جنيه إسترليني شهريًا، أو الاستمرار في دفع ملايين الجنيهات لعلاج مضاعفات السمنة، مثل عمليات استبدال المفاصل التي قد تكلف 10 آلاف جنيه للعملية.

وأظهرت إحصائيات حديثة ارتفاع نسبة البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة إلى 64% في إنجلترا خلال 2022-2023.

ومنن جانبها أكدت وزارة الصحة أن مجالس الرعاية المتكاملة مطالبة بالالتزام بتوجيهات NICE، وأن خطة التغيير الحالية تتضمن توفير أدوية خسارة الوزن لمن يحتاجها بشدة.

وتأتي هذه الأزمة وسط وجود أكثر من 7.4 مليون شخص على قوائم انتظار NHS، مع تحذيرات من تقليص الخدمات بسبب الضغوط المالية التي تواجهها الهيئة.


 


 

التالي عقار مناعي يحقق اختراقاً طبياً لسرطان الرأس والرقبة