عرب لندن

دعا زعيم الديمقراطيين الليبراليين، إد ديفي، رئيس حزب العمال كير ستارمر إلى اتخاذ موقف أكثر حزمًا ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قائلاً إن نهج ستارمر تجاه ترامب يشبه محاولة طفل في ملعب تجنب المتنمر. وقال ديفي إنه يجب على المملكة المتحدة أن تكون أكثر شجاعة في التعامل مع ترامب، داعياً إلى استدعاء الرئيس الأمريكي بدلاً من الاستسلام له أو محاولة استرضائه.

وذكر موقع صحيفة "الغارديان" The Guardian، أن ديفي صرح قائلاً: "أعتقد أن الكثير من الناس يتوقعون أن يقف السياسيون دفاعًا عن القيم البريطانية، وأن يظهروا أننا لا نعتبر ترامب ممثلًا لنا أو فاهمًا لمصالحنا. المسألة لا تتعلق فقط بالحديث عن القيم البريطانية، بل لأن ترامب لا يقدر الضعف. بوضوح، لم يفعل ذلك أبدًا، وإذا كنت تنوي التفاوض معه، يجب أن تظهر قوتك".

وحذر من أن الحكومة البريطانية تأمل في أن تتجنب الأنظار في مواجهة ترامب، مشيراً إلى أن هذه الاستراتيجية قد تفشل في النهاية. وقال: "أعلم أن الحكومة تأمل أن تبقى في الملعب دون أن يلاحظها المتنمر، وأنا أتفهم ما يحاولون القيام به، لكنني أعتقد أن هناك خطرًا من أن ذلك لن ينجح".

وكان ديفي قد دعا في الشهر الماضي الحكومة البريطانية إلى حماية الاقتصاد الوطني من سياسات ترامب من خلال السعي لاتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى فرض شروط على زيارة ترامب إذا لم يوافق على التنازلات بشأن أوكرانيا. وبدوره، تحدث ترامب وفريقه مؤخرًا عن صفقة بشأن أوكرانيا تستبعد الآراء الأوروبية، مؤكدًا أن الدفاع عن أوروبا لم يعد أولوية بالنسبة للولايات المتحدة.

وفي حين اختلف ستارمر مع الإدارة الأمريكية في بعض القضايا، مثل تأكيده على ضرورة السماح لأوكرانيا بالانضمام إلى الناتو، إلا أن نهج الحزب الرئيسي كان تقليل أي خلافات مع البيت الأبيض. وقد أجرى ستارمر محادثتين هاتفيتين مع ترامب ويأمل داونينج ستريت في تعزيز علاقتهما من خلال زيارة مرتقبة إلى واشنطن.

وأكد ديفي أن هذا النهج غير كافٍ، سواء من الناحية الأخلاقية أو العملية. وقال: "نحن لسنا مناهضين لأمريكا، لكن إذا كان رئيس الولايات المتحدة يفعل أشياء تتعارض مع مصلحة بريطانيا وقيمنا، فيجب أن يشير أحدهم إلى ذلك. لا يمكننا الاستسلام". وأضاف أن المملكة المتحدة يجب أن تتبنى موقفًا قويًا وأن ترفض "لعق الأحذية" كما فعل نايجل فاراج، زعيم حزب الإصلاح في المملكة المتحدة، الذي وصفه ديفي بأنه "مهتم بنجاح ترامب أكثر من نجاح بريطانيا".

كما انتقد ديفي الزعيمة المحافظة كيمي بادينوخ، مشيرًا إلى أنها لم تتخذ موقفًا واضحًا ضد ترامب بشأن أوكرانيا، واصفًا موقفها بأنه "مقلق". وقال: "من المقلق أن يكون لدينا حزب المحافظين وحزب الإصلاح، والأحزاب على اليمين، غير راغبين في الدفاع عن القيم البريطانية".

واختتم ديفي حديثه بالإشارة إلى أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن العديد من الناخبين في المملكة المتحدة يميلون إلى موقف الديمقراطيين الليبراليين من ترامب. وأضاف: "إنها هويتنا. نحن نكون أنفسنا. لم نتغير بشأن كوننا مؤيدين لأوروبا".

السابق استغل قوانين حقوق الإنسان: تاجر مخدرات ينجو من الترحيل في بريطانيا
التالي انطلاق "المؤتمر الوطني الفلسطيني" حراك لإعادة بناء منظمة التحرير وتشكيل قيادة وطنية موحدة