عرب لندن 

اعتذر النائب العمالي، أوليفر ريان، عن تعليقاته التي وُصفت بأنها "غير مقبولة ومخيبة للآمال بشدة"، والتي أدلى بها في مجموعة دردشة على تطبيق واتساب.

وجاء هذا في الوقت الذي يواجه فيه زعيم حزب العمال،  كير ستارمر، دعوات لتوسيع نطاق التحقيق في الرسائل الهجومية المتداولة في هذه المجموعة، وهو التحقيق الذي أدى بالفعل إلى إقالة وزير الصحة السابق، أندرو جوين.

وبحسب صحيفة "ديلي ميل"، فقد سخر ريان، الذي يُعرف بأنه مثلي الجنس، من أحد زملائه النواب في الحزب بسبب ميوله الجنسية، وذلك ضمن مجموعة واتساب تحمل اسم "Trigger Me Timbers". 

ووفقًا لمصدر حكومي، سيتحدث رئيس الانضباط الحزبي مع ريان، مشددًا على أن "جميع الخيارات مطروحة على الطاولة".

وفي الوقت نفسه، تم تعليق عضوية جوين، النائب عن دائرة غورتون ودينتون، من الحزب بعد مزاعم تفيد بأنه نشر عدة رسائل تضمنت تعليقات "معادية للسامية"، و"تمييزية ضد النساء"، و"عنصرية" في المجموعة ذاتها.

ورغم أن جوين قدم اعتذارًا ويخضع للتحقيق حاليًا، إلا أن هناك مخاوف من أن نوابًا آخرين في حزب العمال ومستشارين محليين، كانوا ضمن المجموعة إما شاركوا في هذه التعليقات أو لم يبلغوا عنها.

من جهتها، أعلنت شرطة مانشستر الكبرى أنها سجلت "حادثة كراهية غير جنائية" فيما يتعلق بالمحادثات داخل المجموعة، وأكدت أن الضباط يجرون تحقيقاتهم في الأمر.

وفي بيان له، قال ريان: "بين عامي 2019 وأوائل 2022، كنت عضوًا في مجموعة واتساب أنشأها النائب أندرو جوين، الذي كان مديري السابق. بعض التعليقات التي نُشرت في تلك المجموعة كانت غير مقبولة تمامًا، وأنا أدينها بشدة. أندم على عدم التحدث في ذلك الوقت، وأدرك أن عدم فعلي لذلك كان خطأ".

وأضاف: "لم أكن مطلعًا على كل الرسائل، لكنني أتحمل المسؤولية عن عدم اتخاذ موقف أكثر حزمًا في مواجهة ما قيل. كما أنني أدليت ببعض التعليقات التي أندم عليها بشدة، ولن أكررها اليوم، ولذلك أقدم اعتذاري الكامل. سأتعاون بشكل تام مع تحقيق حزب العمال".

في سياق متصل، طالب حزب المحافظين بتوسيع التحقيق. وقال ريتشارد هولدن، وزير المالية في حكومة الظل عن حزب المحافظين: "مع تكرار هذه التصريحات المليئة بالكراهية من شخصيات قيادية في حزب العمال، يجب أن يكون كشف ملابسات هذه القضية أولوية قصوى لكير ستارمر".

وأضاف: "لا ينبغي على ستارمر الاختباء وراء الإجراءات البيروقراطية لتأخير اتخاذ الإجراءات، خاصة في ظل وجود مخاوف من أن أعضاء برلمانيين ومستشارين آخرين في الحزب كانوا متورطين في هذه القضية".

في السياق ذاته، كشفت صحيفة "ميل أون صنداي" أن جوين سخر في إحدى الرسائل من شكوى مواطن يبلغ من العمر 72 عامًا، حيث كتب ردًا ساخرًا على شكواه قال فيه: "عزيزي المقيم، تبًا لصناديق قمامتك. لقد أُعيد انتخابي دون الحاجة إلى صوتك. اذهب إلى الجحيم . وأضاف: آمل أن تكون قد فارقت الحياة بحلول الانتخابات المقبلة".

كما أشارت التقارير إلى أن جوين أدلى بتصريحات عنصرية ضد النائبة المخضرمة في حزب العمال، ديان أبوت، وأخرى تمييزية ضد نائبة رئيس الوزراء، أنجيلا راينر، بالإضافة إلى تعليقات معادية للسامية ونكتة حول دهس أحد الناخبين بشاحنة.

من جانبه، أكد وزير الإسكان في حزب العمال، ماثيو بينيكوك، أن هناك تحقيقًا جارياً في القضية، لكنه لم يحدد ما إذا كان سيتم تعليق عضوية أعضاء آخرين في المجموعة من الحزب.

وقال بينيكوك خلال مقابلة مع برنامج "Sunday Morning With Trevor Phillips" على قناة "سكاي نيوز": "لا أعرف شخصيًا ما الذي قاله الآخرون في تلك المحادثة، لكن من الواضح أن هناك تحقيقًا جارياً، وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بناءً على نتائجه".

وأضاف: "ما يمكن للجمهور استخلاصه من الطريقة التي تصرف بها رئيس الوزراء بحزم في هذه القضية بإقالة أندرو جوين، هو أنه لن يتردد في اتخاذ إجراءات مماثلة ضد أي نائب أو وزير في حزب العمال لا يرقى إلى أعلى معايير السلوك العام".

وشدد على أن "اللغة التي استخدمها جوين في هذه الرسائل غير مقبولة تمامًا، وفي بعض الحالات تثير قلقًا بالغًا".

وعند سؤاله عن التعليقات المعادية للسامية المزعومة في المجموعة، قال بينيكوك: "هناك تحقيق جارٍ، وأي إجراءات ضرورية ستُتخذ بناءً على نتائجه".

وفيما يتعلق بجوين، قال في بيان له: "أشعر بندم عميق على تعليقاتي التي كانت خاطئة تمامًا، وأعتذر عن أي إساءة تسببت بها. لقد كرست حياتي لحزب العمال، وكان شرفًا عظيمًا أن يتم تعييني وزيرًا في حكومة كير ستارمر. أتفهم تمامًا القرارات التي اتخذها رئيس الوزراء والحزب، ورغم أنني أشعر بحزن عميق لتعليق عضويتي، سأظل داعمًا للحزب بكل الطرق الممكنة".

السابق ارتفاع قياسي في رسوم الخدمة السنوية للشقق المؤجرة في إنجلترا وويلز
التالي اكتظاظ المدارس الحكومية يهدد قدرتها على استيعاب طلاب القطاع الخاص