عرب لندن
كشف تحليل جديد أجرته منظمة "Diabetes UK" أن واحدًا من كل خمسة بالغين في المملكة المتحدة مصاب بالسكري، أو في مرحلة ما قبل السكري، وهو ما يعكس ارتفاعًا مقلقًا في معدلات المرض المرتبط بالسمنة والعادات الغذائية غير الصحية. وأظهر التحليل أن 12.2 مليون شخص متأثرون بالمرض، وهو أعلى رقم مسجل حتى الآن.
وبحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان "The Guardian" تشير البيانات إلى أن 4.6 مليون شخص شُخِّصَت إصابتهم بالسكري، بينما يعاني 1.3 مليون شخص من المرض دون تشخيص. بالإضافة إلى ذلك، يوجد 6.3 مليون شخص في مرحلة ما قبل السكري، وهي حالة يمكن أن تتطور إلى النوع الثاني من المرض إذا لم تُتخذ تدابير وقائية مناسبة.
وأوضحت المنظمة أن 90% من الحالات المصابة بالسكري تعود إلى النوع الثاني، الذي يرتبط غالبًا بأسلوب الحياة غير الصحي. أما النوع الأول، الناتج عن توقف الجسم عن إنتاج الأنسولين، فيشكل 8% من الحالات، بينما تمثل الحالات النادرة الأخرى 2% فقط.
وأعربت كوليت مارشال، الرئيسة التنفيذية لمنظمة Diabetes UK، عن قلقها من الارتفاع الحاد في أعداد المصابين، مشيرة إلى أن تزايد حالات السكري من النوع الثاني هو المحرك الأساسي لهذا الارتفاع. وأكدت أن السمنة ليست العامل الوحيد، لكنها تساهم بشكل رئيسي في تفاقم المشكلة.
وقالت مارشال: “نحن نشهد زيادة مقلقة في أعداد المصابين بالسكري ومرحلة ما قبل السكري في أنحاء المملكة المتحدة، وهذا يعكس الحاجة الملحة لتحرك حكومي جريء وعاجل لعكس هذا الاتجاه الخطير.”
وأشارت إلى أن انتشار الأطعمة الغنية بالدهون والملح والسكر يجعل الخيارات غير الصحية هي الأسهل دائمًا، مما يزيد من تفاقم المشكلة. وطالبت الحكومة باتخاذ تدابير أكثر صرامة لتحسين البيئة الغذائية، بما في ذلك توسيع ضريبة المشروبات الغازية لتشمل منتجات أخرى تحتوي على نسب عالية من السكر والدهون.
وشددت المنظمة على ضرورة تعزيز الفحوصات الطبية للكشف المبكر عن مرضى السكري غير المشخَّصين، مشيرة إلى أن الوقاية والاستثمار في التوعية الصحية يمكن أن يساهما في الحد من انتشار المرض.
وفي هذا السياق، دعت المنظمة الحكومة إلى توسيع برامج الفحص الصحي التي يقدمها نظام الخدمات الصحية (NHS)، وإدراج استراتيجيات فعالة في الخطة الصحية الوطنية لعشر سنوات لمساعدة الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالمرض.
من جانبها، وصفت وزارة الصحة البريطانية الأرقام الجديدة بأنها "مقلقة للغاية"، مؤكدة أن الحكومة تعمل بالفعل على تقييد إعلانات الوجبات السريعة وتطوير فحص صحي رقمي جديد لمساعدة المواطنين في تقليل مخاطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
وأكدت المنظمة ضرورة الكشف المبكر عن المصابين بالسكري غير المشخَّصين، مشددة على أن الاستثمار في برامج الوقاية يمكن أن يسهم بشكل كبير في الحد من انتشار المرض. ودعت إلى تعزيز الفحوصات الصحية التي يقدمها نظام الخدمات الصحية (NHS) وإجراء إصلاحات شاملة لضمان حصول جميع المرضى على الرعاية المناسبة.
وفي رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء كير ستارمر ووزير الصحة ويس ستريتينغ، طالبت المنظمة الحكومة بإدراج استراتيجيات فعالة ضمن خطتها الصحية لعشر سنوات، بهدف دعم الأشخاص الذين يعانون من مرحلة ما قبل السكري والسكري غير المشخَّص، من خلال تحسين الفحوصات الطبية وتعزيز برامج التوعية الصحية.
من جانبها، وصفت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية الأرقام الجديدة بأنها "مقلقة للغاية"، مؤكدة أن الخطة الصحية القادمة ستركز على الوقاية بدلاً من العلاج، لضمان تمكين المواطنين من العيش بصحة جيدة لفترة أطول. وأوضحت أن الحكومة بدأت بالفعل في اتخاذ خطوات عملية للحد من انتشار المرض، من بينها تقييد إعلانات الوجبات السريعة، بالإضافة إلى تطوير فحص صحي رقمي جديد عبر هيئة الخدمات الصحية (NHS) لمساعدة الأفراد على تقليل مخاطر الإصابة بالسكري.