عرب لندن
تدرس حكومة الحزب الوطني الاسكتلندي (SNP) فرض حظر على القطط المنزلية في إطار جهودها لحماية الحياة البرية. جاء ذلك في تقرير رسمي قدمته لجنة الرفق بالحيوان الاسكتلندية، حيث اقترح إنشاء "مناطق احتجاز" يتم فيها إجبار أصحاب القطط على إبقاء حيواناتهم داخل المنازل، أو منعهم من امتلاكها بشكل كامل.
وأفاد التقرير بأن القطط المنزلية تؤثر بشكل كبير على الحياة البرية، حيث تصطاد للمتعة وتقتل الحيوانات الأخرى، إضافة إلى تعذيب فرائسها خلال اللعب وإعادتها إلى أصحابها مصابة. كما أشار التقرير إلى أن القطط المنزلية تشكل تهديدًا للقطط البرية النادرة بسبب منافستها لها على الغذاء والمأوى، فضلًا عن نقل الأمراض.
التقرير أوصى أيضًا بتنفيذ "احتجاز إجباري" للقطط في المناطق البيئية الحساسة، مما يعني منع القطط من الخروج في تلك المناطق. كما اقترح التقرير إضافة شرط في مشاريع الإسكان الجديدة في المناطق الريفية بعدم السماح بالاحتفاظ بالقطط، خصوصًا في المناطق القريبة من الطيور المهددة بالانقراض أو الحيوانات الأخرى المعرضة للخطر.
ومن بين التوصيات الأخرى، دعا التقرير إلى دراسة فرض تعقيم إجباري للقطط في المناطق الحساسة للحد من انتشار القطط الضالة وتأثيرها البيئي. ولفتت لجنة الرفق بالحيوان إلى أن القطط تقتل سنويًا ملايين الحيوانات البرية في المملكة المتحدة، بما في ذلك الثدييات والزواحف والبرمائيات.
من جهتها، انتقدت منظمة "حماية القطط" هذه التوصيات، حيث وصف ممثلها في اسكتلندا، آليس بالومبو، البلاد بأنها "أمة من محبي القطط"، مؤكدة أن لكل شخص الحق في الاستمتاع بصحبة القطط. وأضافت بالومبو: "من الأفضل أن تتمكن القطط من الوصول إلى العالم الخارجي، حيث أنها بحاجة لممارسة سلوكياتها الطبيعية لضمان حياة صحية وسعيدة".
تجدر الإشارة إلى أن لجنة الرفق بالحيوان الاسكتلندية تأسست عام 2020 من قبل رئيسة وزراء اسكتلندا، نيكولا ستورجن، بهدف تقديم التوصيات للحكومة بشأن "رفاهية الحيوانات في اسكتلندا"، استنادًا إلى "الأدلة العلمية والاعتبارات الأخلاقية".
وأشار التقرير أيضًا إلى أن بعض المناطق في أستراليا قد طبقت نظام "احتجاز القطط" على مدار الساعة، حيث يُجبر أصحاب القطط على إبقاء حيواناتهم داخل الممتلكات، مع السماح بالاستثناءات في حال استخدام أقفاص خارجية مغلقة أو اصطحاب القطط في نزهة تحت إشراف.
من جانبه، انتقد دوغلاس روس، الزعيم السابق لحزب المحافظين الاسكتلندي، تصرفات الحكومة، قائلاً: "على مدار الـ18 عامًا الماضية، فشل الحزب الوطني الاسكتلندي في معالجة القضايا الريفية الهامة مثل سرقة النفط وحماية الحياة البرية". وأشار إلى أن أي محاولة مفاجئة من الحكومة لإظهار اهتمامها بالحفاظ على الأنواع المحلية ستثير شكوكًا من علماء البيئة.
وفي الختام، أكدت الحكومة الاسكتلندية أنها ستأخذ جميع التوصيات الواردة في التقرير بعين الاعتبار وتقوم بدراستها بشكل دقيق.