عرب لندن
تعرضت راشيل ريفز لانتكاسة محرجة في سعيها لاستعادة ثقة قطاع الأعمال، بعد إعلان شركة" أسترازينيكا" إلغاء استثمار مخطط له بقيمة 450 مليون جنيه إسترليني لإنشاء مصنع لإنتاج اللقاحات في ميرسيسايد.
وجاء هذا الإعلان بمثابة صدمة في نهاية أسبوع كانت تأمل فيه وزيرة الخزانة أن تعيد أجندتها للنمو الاقتصادي إلى المسار الصحيح عبر خطاب رئيسي، لكنها واجهت انتقادات واسعة، وفقا لـ"الإندبندنت".
وعلى الرغم من سعيها لاستقطاب الشركات الكبرى من خلال وعود بمشاريع ضخمة مثل توسيع مطار هيثرو وإنشاء وادٍ تكنولوجي جديد بين أوكسفورد وكامبريدج، إلا أن هذه الجهود لم تترجم إلى أفعال.
بل على العكس، أعلنت شركات كبرى مثل "بنك لويدز" و"تيسكو" و"سينزبري"، إلى جانب جامعتين كبيرتين، عن فقدان آلاف الوظائف.
وبينما يبدو أن الخلاف مع" أسترازينيكا" كان يتعلق بالدعم المالي الذي وعدت به الحكومة السابقة، هناك قلق متزايد بين قادة الأعمال بشأن زيادة مساهمات التأمين الوطني، التي أُطلق عليها "ضريبة الوظائف".
بالإضافة إلى ذلك، أثارت سياسات الحكومة المتعلقة بتوسيع حقوق العمال وإلغاء القيود المفروضة على الإضرابات الصناعية مخاوف المستثمرين.
ووصف وزير الأعمال المحافظ في الظل، أندرو غريفيث، قرار الإلغاء بأنه دليل على "فشل الحكومة في جذب الاستثمار"، قائلًا:
"لا يوجد لقاح ضد عدم الكفاءة. في نفس الأسبوع الذي تحدثوا فيه عن النمو، يبدو أن حزب العمال أفسد صفقة مع" أسترازينيكا"، إحدى أكبر الشركات في المملكة المتحدة والمركزية لقطاع علوم الحياة الحيوي."
وأضاف:"هذه إشارة أخرى على أن رفع الضرائب وتعديلات قانون العمل جعلت المملكة المتحدة بيئة غير جاذبة للاستثمار. متى سيتعلم حزب العمال أن النمو والوظائف لا يمكن أن يتحققا إلا من خلال دعم الأعمال؟"
وزعمت" أسترازينيكا" أن حزب العمال لم يلتزم بالدعم الذي قدمته الحكومة المحافظة السابقة، وهو ما أدى إلى قرار التراجع عن الاستثمار.
وكان وزير الخزانة السابق جيريمي هانت قد أعلن عن هذه الصفقة خلال ميزانية مارس من العام الماضي، حيث أكد أن هذا الاستثمار سيعزز قطاع علوم الحياة في المملكة المتحدة ويحسن قدرة البلاد على الاستعداد للأوبئة.
وفي بيان صدر يوم الجمعة، أكدت الشركة أنها لن تمضي قدمًا في المشروع، مشيرة إلى أن القرار تأثر بعوامل عدة، منها تقليص عرض الدعم الحكومي مقارنة بما قدمته الحكومة السابقة.
ومع ذلك، أكدت الشركة أن منشآتها الحالية ستستمر في العمل، ولن تتأثر الوظائف بهذا القرار.
وتأتي هذه الأخبار في وقت حرج لحكومة حزب العمال، التي حاولت هذا الأسبوع التأكيد على التزامها بجعل بريطانيا أكثر جاذبية للمستثمرين الدوليين.
كما تأتي بعد تحذيرات من وزير الصحة السابق مات هانكوك، الذي شدد في جلسة تحقيق حول جائحة كورونا في يناير على ضرورة تحسين قدرة المملكة المتحدة على تصنيع اللقاحات محليًا، معتبرًا أن امتلاك هذه القدرات داخليًا أمر "حاسم في أوقات الأزمات".
من جانبها، أصدرت الحكومة بيانًا قالت فيه إن التغييرات التي أدخلتها" أسترازينيكا" على شكل الاستثمار المقترح أدت إلى تقليص الدعم المالي الحكومي المعروض.
وأضاف متحدث باسم الحكومة: "يجب أن يُظهر أي تمويل حكومي قيمة واضحة لدافعي الضرائب، ولسوء الحظ، ورغم الجهود المكثفة من المسؤولين الحكوميين، لم يكن من الممكن التوصل إلى حل."
ومع ذلك، أكدت الحكومة استمرار التعاون مع "أسترازينيكا" في تطوير استراتيجيتها الصناعية الجديدة، مشيرة إلى أن قطاع علوم الحياة في المملكة المتحدة لا يزال مزدهرًا، إذ تبلغ قيمته 108 مليارات جنيه إسترليني، ويوفر أكثر من 300 ألف وظيفة ماهرة في جميع أنحاء البلاد.