كير ستارمر يأمر بإجراء تحقيق عام في هجوم ساوثبورت

عرب لندن

أعلن رئيس الوزراء كير ستارمر عن إجراء تحقيق عام في الإخفاقات التي أدت إلى وقوع هجوم مروع نفذه مراهق "عنيف للغاية"، وأسفر عن مقتل ثلاث فتيات صغيرات في واحدة من أسوأ الهجمات على الأطفال في تاريخ المملكة المتحدة الحديث.

وذكر موقع صحيفة “الغارديان” Guardian أن هذا القرار جاء بعد اعتراف أكسل روداكوبانا، البالغ من العمر 18 عامًا، بذنبه في قضية فظائع ساوثبورت. وكشفت "الجارديان" أنه سبق أن تمت إحالته ثلاث مرات إلى برنامج "بريفنت"، المعني بمكافحة التطرف، ما أثار تساؤلات حول كيفية عدم منع وقوع هذه الجريمة.

وصرّح ستارمر قائلاً: "لقد فشلت البلاد في أداء واجبها لحماية هؤلاء الفتيات من خطر واضح". واعترف روداكوبانا يوم الاثنين بقتل بيبي كينج (6 سنوات)، وأليس دا سيلفا أجويار (9 سنوات)، وإلسي دوت ستانكومب (7 سنوات)، إضافة إلى محاولته قتل 10 آخرين في نادٍ للأطفال الصيف الماضي.

واتضح أن روداكوبانا كان معروفًا لدى السلطات منذ سنوات، حيث أُحيل إلى برنامج "بريفنت" لأول مرة عام 2019 بعد ظهور مخاوف بشأن هوسه بالقتل الجماعي. ورغم تكرار التحذيرات، لم تُتخذ الإجراءات الكافية لمنعه من تنفيذ الهجوم.

وأكدت وزيرة الداخلية، إيفيت كوبر، أن أسر الضحايا بحاجة إلى إجابات شاملة حول ما إذا كان يمكن إيقاف هذا الهجوم. وأوضحت أن روداكوبانا كان على اتصال بعدة وكالات، بما في ذلك الشرطة، والخدمات الاجتماعية، والصحة العقلية، لكنها جميعًا فشلت في تحديد مستوى الخطر الذي يشكله.

واعترف روداكوبانا، الذي بلغ الثامنة عشرة بعد تسعة أيام من الهجوم، بكل التهم الموجهة إليه، بما في ذلك القتل، ومحاولة القتل، وحيازة مواد إرهابية، وإنتاج مادة الريسين السامة. وأشارت التحقيقات إلى أن والده كان مرتبطًا بالإبادة الجماعية في رواندا، حيث يُعتقد أنه كان ضابطًا في الجيش الوطني الرواندي.

وفي المحكمة، أثار روداكوبانا صدمة الحاضرين بإقراره بالذنب في جميع التهم، مرتديًا قناعًا مشابهًا لما استخدمه خلال الهجوم. ومع اقتراب موعد النطق بالحكم، يتوقع أن تكشف تفاصيل مروعة جديدة حول الجريمة.

هذا وأعلنت كوبر عن بدء مراجعة عاجلة لبرنامج "بريفنت" وطرحت خططًا للإصلاح. كما طالبت بإجراء تحقيق مستقل يغطي جميع الوكالات التي تعاملت مع روداكوبانا لفهم أوجه القصور ومنع تكرار مثل هذه المآسي.