عرب لندن
يناقش البرلمان البريطاني اليوم مشروع قانون جديد، يُعرف باسم "قانون جولز"، والذي يهدف إلى منح الآباء حق الوصول إلى حسابات أطفالهم الرقمية على وسائل التواصل الاجتماعي بعد وفاتهم، لمساعدتهم في كشف ملابسات الوفاة.
وجاءت هذه المبادرة بعد قضية جولز سويني، الطفل البالغ من العمر 14 عامًا، الذي تُوفي في أبريل 2022 في ظروف غامضة.
وحسب ما ذكرته شبكة سكاي نيوز "Sky News" وُجد جولز فاقدًا للوعي في منزله بعد وقت قصير من عودته من مباراة كرة قدم مع أصدقائه، الذين أكدوا أنه لم يظهر أي علامات اكتئاب.
وخلُص الطبيب الشرعي إلى أن جولز ربما أقدم على الانتحار، لكنه لم يكن ينوي ذلك، حيث لم تتوفر أدلة على معاناته من أزمة نفسية.
وحاولت والدته، إلين روم، على مدار عامين الوصول إلى حساباته على منصات مثل تيك توك وإنستغرام لفهم ما حدث، لكنها اصطدمت بعوائق قانونية وتقنية. وصرّحت قائلة: "عدم معرفتي بما حدث في تلك الليلة يمزق قلبي. لا أريد أن تمر أي عائلة أخرى بهذا الألم."
وأطلقت روم عريضة جمعت أكثر من 126 ألف توقيع، تطالب بتشريع يتيح للآباء حق الوصول الكامل إلى الحسابات الرقمية لأطفالهم المتوفين.
وأكدت أن القوانين الحالية منعتها من الحصول على بيانات قد تكون حاسمة في معرفة أسباب وفاة ابنها، مشيرة إلى أن الشرطة والطبيب الشرعي لم يتمكنا من الوصول إلى محتوى هاتفه أو حساباته الرقمية.
وأوضحت شرطة غلوسترشاير أن القوانين البريطانية الحالية تعرقل إمكانية طلب بيانات خاصة من شركات التقنية إلا في القضايا الجنائية. ورغم إخضاع هاتف جولز لمراجعة يدوية، لم يتم العثور على أدلة تساعد في كشف أسباب وفاته.
في المقابل، أكدت تيك توك وشركات تقنية أخرى التزامها بالقوانين التي تنص على حذف بيانات الحسابات الشخصية، ما لم تتلقَّ طلبًا رسميًا من الجهات المختصة.
وأدخلت الحكومة البريطانية تعديلات على القوانين تتيح للمحققين والمحاكم طلب بيانات وسائل التواصل الاجتماعي في حالات وفاة الأطفال. لكن والدة جولز، إلين روم، تخشى أن هذه التعديلات لن توفر حلولًا تلقائية وفعّالة للوصول إلى البيانات.
من جهته، صرّح وزير التكنولوجيا، بيتر كايل، بأن الحكومة ستراقب كيفية تطبيق السلطات لهذه الصلاحيات الجديدة، وستدرس توسيعها إذا تطلب الأمر.
وتسعى روم إلى رفع قضيتها إلى المحكمة العليا لإعادة فتح التحقيق في وفاة ابنها، وتحتاج إلى جمع تبرعات بقيمة 86 ألف جنيه إسترليني لتغطية التكاليف القانونية.
وأكدت محاميتها، ميري فارني، التي مثلت عائلة مولي راسل سابقًا، أن الحصول على البيانات الرقمية يمثل تحديًا كبيرًا، قائلة: "رغم ادعاء الشركات التقنية أنها ترغب في المساعدة، إلا أن الواقع يشير إلى غير ذلك. غالبًا ما تُترك العائلات وحيدة في سعيها للحصول على الإجابات."
وطالبت روم بتوفير آلية تلقائية تتيح للآباء الوصول إلى بيانات أطفالهم المتوفين، قائلة: "لا أريد أن تعيش عائلة أخرى في هذا الكابوس بعد فقدان طفلها."
ويذكر أن وفاة جولز جاءت بعد أسبوع من حادثة مشابهة لطفل آخر يُدعى آرتشي باتيرسبي، الذي فقد حياته إثر مشاركته في تحدٍ خطير على الإنترنت.