عرب لندن

نشر موقع صحيفة "الغارديان" Guardian تقريرًا عن استطلاع رأي حصري أجرته FGS Global، والذي أظهر نتائج مثيرة تشير إلى تزايد تفضيل الشباب البريطاني للقادة الأقوياء غير المنتخبين، بدلاً من النظام الديمقراطي التقليدي.

وكشف الاستطلاع، الذي سيُعلن عنه ضمن تقرير FGS Global Radar الأسبوع المقبل، عن تصاعد مشاعر الإحباط السياسي بين الناخبين البريطانيين، بالإضافة إلى تراجع الثقة في قدرة المواطنين على التأثير في مجريات السياسة عبر الانتخابات.

كما أظهرت نتائج الاستطلاع أن 14٪ من المشاركين يفضلون أن يكون "أفضل نظام لإدارة بلد بشكل فعال هو زعيم قوي لا يتعين عليه عناء الانتخابات"، مقارنة مع 8٪ فقط ممن تزيد أعمارهم عن 55 عامًا. وبينما كانت النسبة الإجمالية 14٪، ارتفعت إلى 21٪ في الفئة العمرية بين 18 و45 عامًا، وهو ما يعكس توجهاً متزايداً في أوساط الشباب البريطاني.

ويعكس التقرير تزايد مشاعر الإحباط بين الناخبين البريطانيين الذين يرون أن التصويت لم يحدث فارقًا حقيقيًا في حياتهم السياسية. ففي حين أن نسبة 25٪ من الناخبين أكدوا أن التصويت لم يُحدث تغييرًا ملموسًا، تزايدت هذه النسبة إلى 30٪ بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و44 عامًا. 

وتشير هذه النتائج إلى أن هناك جيلًا جديدًا يفضل نماذج قيادة غير تقليدية، مثل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، الذين حققوا تأثيرًا كبيرًا على الساحة السياسية دون اتباع الآليات الديمقراطية التقليدية.

ومن خلال استطلاع رأي شمل 2000 شخص بالغ، أظهر التقرير أن 47٪ من البريطانيين يشعرون بأن "لا أحد من الأحزاب السياسية الحالية يمثل وجهات نظري وقيمي بشكل حقيقي"، في حين اعتبر 64٪ أن المملكة المتحدة تمر بفترة من الانحدار الحاد. وقال 59٪ من المشاركين إنهم يشعرون بأن "أفضل سنوات المملكة المتحدة قد ولت".

وتستمر حالة التشاؤم هذه رغم فوز حزب العمال الساحق في الانتخابات الأخيرة وتغيير الحكومة في المملكة المتحدة. ومن المثير للاهتمام أن حتى بعض مناصري حزب العمال يعربون عن قلقهم من غياب رؤية استراتيجية واضحة لدى الحكومة الحالية، ويشعرون بعدم القدرة على التواصل مع أهداف الحكومة، ما يعزز من الشعور العام بأن النظام السياسي يواجه أزمة في فهم احتياجات الناس.

ويستمر التقرير في الحديث عن الأجواء السياسية المتوترة في المملكة المتحدة، مع التوقعات بأن يشهد العام المقبل صدامات بين الحكومة والشركات والنقابات العمالية، حيث يثير الخبراء تساؤلات حول مدى قدرة الحكومة على اتخاذ قرارات حاسمة وملموسة وسط هذه الأزمة السياسية المستمرة.

السابق البرلمان البريطاني يناقش قانونًا يمنح الآباء حق الاطلاع على أسرار أطفالهم الرقمية بعد وفاتهم
التالي حملة مقاطعة بنك باركليز: دعوات لوقف تمويله لجرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين