عرب لندن

بدأت وزيرة الخزانة البريطانية، راشيل ريفز، اليوم زيارة رسمية إلى الصين تستغرق يومين، في خطوة تاريخية تسعى من خلالها إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين المملكة المتحدة والصين في وقت تشهد فيه الأسواق البريطانية تقلبات مالية ملحوظة. وتأتي هذه الزيارة ضمن جهود حكومة حزب العمال لخلق فرص نمو اقتصادي على المدى الطويل، رغم المخاوف الداخلية من الوضع المالي الراهن.

وأشار موقع “بلومبيرغ”  Bloomberg إلى أن الزيارة تأتي في وقت حساس، حيث تزامنت مع دعوات من أحزاب المعارضة البريطانية التي طالبت بإلغاء الرحلة، وذلك بسبب اضطرابات الأسواق الأخيرة التي أثارت شكوكًا حول قدرة الحكومة البريطانية على مواجهة التحديات الاقتصادية. 

ورغم هذه الانتقادات، أكدت وزيرة الخزانة، راشيل ريفز، عزمها على بناء علاقة اقتصادية مستقرة مع الصين، على أمل معالجة القضايا التجارية والاستثمارية بين البلدين. وصرحت ريفز في بيان صادر عن وزارة الخزانة: "نهدف إلى بناء علاقة اقتصادية طويلة الأمد مع الصين تخدم المصلحة الوطنية، مع ضمان أن تظل حماية الأمن القومي أولوية قصوى

وفي الوقت نفسه، شهدت الأسواق المالية البريطانية تقلبات كبيرة في الأيام الأخيرة، حيث تراجعت أصول بريطانيا بما في ذلك السندات الحكومية والجنيه الإسترليني، ما أثار تكهنات بإمكانية إعلان تخفيضات في الإنفاق أو زيادات في الضرائب لتحقيق استقرار في الوضع المالي. ورغم هذه التقلبات، استمرت ريفز في جدول أعمال زيارتها إلى الصين ولم تعلق على تلك التطورات.

وأكدت الوزيرة أمام الصحفيين في بكين: "القواعد المالية التي وضعتها في ميزانيتي في أكتوبر الماضي لا يمكن التفاوض عليها، لأن الاستقرار الاقتصادي هو الأساس للنمو والازدهار وتحسين أوضاع المواطنين".

ورافقت ريفز في رحلتها شخصيات بارزة من القطاع المالي، بينهم محافظ بنك إنجلترا، أندرو بيلي، والرئيس التنفيذي لهيئة السلوك المالي في المملكة المتحدة، نيكهيل راتهي، إضافة إلى مسؤولين من بنوك بارزة مثل "إتش إس بي سي هودلينغز". وتهدف الزيارة إلى استئناف المحادثات الثنائية رفيعة المستوى بين بريطانيا والصين، والتي توقفت بعد جائحة كوفيد-19، واستكشاف مجالات التعاون المتبادل، بما في ذلك الخدمات المالية.

ومن جانبها، قالت وزارة الخزانة البريطانية إن ريفز ستناقش خلال زيارتها قضايا حقوق الإنسان في هونغ كونغ وتداعيات الدعم الصيني المستمر للحرب الروسية في أوكرانيا. كما أنها ستسعى لتوطيد العلاقات الثنائية في وقت حساس، بعد سنوات من التوترات التي شهدت تصاعد القضايا بين الحكومات البريطانية والصينية، بما في ذلك قمع الصين للنشطاء المؤيدين للديمقراطية في هونغ كونغ، فضلاً عن الاتهامات المتعلقة بالهجمات السيبرانية والتجسس.

وتنضم ريفز إلى جهود رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي يسعى لإصلاح العلاقات مع الصين - ثاني أكبر اقتصاد في العالم - وتعزيز التجارة والاستثمار في المملكة المتحدة. وقال ستارمر سابقًا إن العلاقة مع الصين يجب أن تستند إلى "3 محاور: التعاون، التحدي، والمنافسة".

وفي ذات السياق، تُعتبر هذه الزيارة جزءًا من جهود الصين لتحسين علاقاتها مع شركاء الولايات المتحدة، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية. وقد اتخذت الحكومة الصينية برئاسة شي جين بينغ خطوات دبلوماسية لتحسين الروابط مع دول مثل اليابان والهند وأستراليا في إطار التحضير لإمكانية اندلاع حرب رسوم جمركية مع واشنطن، ما يدفعها للبحث عن أسواق بديلة.

وفي ختام زيارتها لبكين، أكدت ريفز: "لا شك أن الأسواق العالمية شهدت تقلبات خلال الأيام القليلة الماضية. لكننا نعمل على إجراء محادثات بناءة مع الصين كما نفعل مع دول أخرى حول العالم."

السابق انخفاض التضخم في بريطانيا إلى 2.5% يمهد الطريق لخفض أسعار الفائدة
التالي فواتير الطاقة تُثقل كاهل البريطانيين: زيادة 20% في طلبات المساعدة لسداد الفواتير