عرب لندن

أطلقت المملكة المتحدة برنامجًا جديدًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي لرصد أسطول الظل الروسي - وهو عبارة عن مجموعة من الناقلات القديمة التي تم إنشاؤها لنقل النفط الخام الروسي سراً - في خطوة تهدف إلى حماية البنية التحتية تحت سطح البحر ومراقبة الأنشطة المشبوهة في البحار الأوروبية.

ويعرف النظام باسم "نورديك ووردن" (Nordic Warden) ويتم تشغيله من مقر العمليات للقوة الاستكشافية المشتركة (JEF) في نورثوود، لندن، بحسب "التلغراف".

ويتولى هذا النظام مراقبة 22 منطقة حيوية تشمل القنال الإنجليزي وبحر الشمال وبحر البلطيق ومضيق كاتيغات بين الدنمارك والسويد.

وتأتي هذه الخطوة بعد تعرض كابل الطاقة تحت البحر "إيستلينك 2" لأضرار في بحر البلطيق في ديسمبر 2024.

وأشارت السلطات الفنلندية إلى أن الضرر قد يكون ناتجًا عن ناقلة تابعة لأسطول الظل الروسي، الذي تستخدمه روسيا للتهرب من العقوبات الدولية.

وفي أعقاب الحادث، أكدت الناتو تعزيز وجودها في بحر البلطيق، بينما رفعت الدول في المنطقة مستوى التأهب تحسبًا لهجمات محتملة على الكابلات الكهربائية وروابط الاتصالات وأنابيب الغازوذلك في ظل تصاعد التوترات منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022.

ويعمل نظام "نورديك ووردن" على تحليل البيانات باستخدام الذكاء الاصطناعي من مصادر متعددة، مثل نظام التعريف الآلي للسفن (AIS) الذي يستخدم لتحديد مواقع السفن.

ويقيّم النظام مستوى التهديد الذي تشكله السفن التي تدخل المناطق المهمة، مع تسجيل السفن التي تنتمي لأسطول الظل الروسي لمتابعتها عن كثب.

وعند تقييم وجود خطر محتمل، يقوم النظام بمراقبة السفينة المشبوهة في الوقت الفعلي وإرسال تحذيرات إلى الدول العشر المشاركة في القوة الاستكشافية المشتركة، بالإضافة إلى حلفاء الناتو. 

وتشمل الدول المشاركة الدنمارك وإستونيا وفنلندا وأيسلندا ولاتفيا وليتوانيا والنرويج وهولندا والسويد والمملكة المتحدة كالدولة الحاضنة. 

وصرح مصدر في مجال الدفاع أن هذا النظام سيُحسن الحماية البحرية بفعالية وسرعة، قائلاً: "بدلاً من أن يقوم البشر بمراقبة الخرائط بشكل مستمر، يقوم هذا النظام بأتمتة العملية لجعلها أسرع وأكثر كفاءة".

وأشاد رئيس الوزراء،  كير ستارمر، بالنظام الجديد قائلاً: "الأمن القومي والنمو الاقتصادي يشكلان عنصرين أساسيين في خطتنا للتغيير. يسعدني أن نطلق هذه التكنولوجيا المتقدمة لتعزيز الأمن الأوروبي".

وأضاف وزير الدفاع، جون هيلي، أن النظام يُعد ابتكارًا رئيسيًا يمكنه مراقبة مساحات شاسعة من البحر باستخدام موارد محدودة، مما يعزز الأمن في الداخل والخارج. 

وأشار إلى أن "نورديك ووردن" يهدف إلى حماية البنية التحتية البحرية من أعمال التخريب العمدية أو حالات الإهمال الجسيم.

وتم اختبار النظام لأول مرة في صيف 2024 وأُعيد اختباره خلال تمرين للقوة الاستكشافية المشتركة، حيث نُشر أكثر من 300 فرد من المملكة المتحدة في لاتفيا لإظهار قدرة المملكة على نشر مقراتها العملياتية في الخارج بسرعة.

وأكدت وزارة الدفاع أن إطلاق النظام يعزز الاتفاقية التي وُقعت في ديسمبر 2024 بين المملكة المتحدة والدنمارك والسويد وبولندا وفنلندا وإستونيا، والتي تنص على طلب إثبات تأمين من السفن المشبوهة أثناء مرورها في بحر البلطيق.

وفي أعقاب الحادث الذي تعرض له كابل "إيستلينك 2"، أصدرت دول القوة الاستكشافية المشتركة بيانًا مشتركًا أشادت فيه بالإجراءات الحاسمة التي اتخذتها فنلندا وإستونيا، وأكدت التزامها بحماية المصالح المشتركة والاستقرار الإقليمي.

 

 

السابق خبراء: تغييرات ميتا في سياسات الرقابة تثير صدامًا مع الاتحاد الأوروبي وبريطانيا
التالي بدعم من إيلون ماسك: تومي روبنسون يسجل بودكاست من داخل السجن!