عرب لندن

تعرض عرفان شريف، والد الطفلة سارة شريف، لاعتداء مروع في سجن بلمارش، حيث يقضي عقوبة السجن مدى الحياة بتهمة قتلها بعد سنوات من التعذيب والإساءة. وذكرت صحيفة “ ذا صن” The Sun أن الهجوم وقع في الأول من يناير، عندما اقتحم نزلاء زنزانته وهاجموه باستخدام غطاء علبة تونة حاد، مما أسفر عن إصابته بجروح خطيرة في رقبته ووجهه.

ورغم خطورة الإصابات، أكدت مصادر أنه لم يكن بحاجة إلى علاج في المستشفى. وصرحت مصلحة السجون البريطانية بأنها تحقق في الحادث، مشيرة إلى أنه سيكون من غير المناسب الإدلاء بمزيد من التفاصيل خلال التحقيق.

وكان عرفان شريف قد أُدين، في ديسمبر الماضي، بتهمة القتل العمد لطفلته البالغة من العمر 10 سنوات، وحُكم عليه بالسجن لمدة 40 عامًا كحد أدنى. وأُدينت زوجته، بيناش بتول، بالسجن لمدة 33 عامًا لدورها في الانتهاكات التي وصفها القضاء بأنها "تعذيب منهجي وغير إنساني".

وأظهرت التحقيقات أن سارة تعرضت للعنف الشديد في منزل العائلة بمدينة ووكينج. شملت الانتهاكات حروقًا، وعضات، وضربًا باستخدام أدوات مختلفة، بالإضافة إلى عزلها عن المدرسة وإجبارها على ارتداء الحجاب لإخفاء الكدمات والجروح.

وفي 10 أغسطس 2024، عُثر على جثة سارة في منزل العائلة، حيث ترك والدها ملاحظة كتب فيها اعترافه بالجريمة، مدعيًا أنه لم يكن ينوي قتلها ولكنه فقد أعصابه.

وبعد الحادث، فرّ شريف وزوجته وعم الطفلة، فيصل مالك، إلى باكستان، مما أثار مطاردة دولية انتهت بتسليمهم للسلطات البريطانية بعد أكثر من شهر.

ويعكس الهجوم الأخير على شريف الصعوبات التي يواجهها داخل السجن، حيث أشارت مصادر إلى أنه كان مستهدفًا منذ لحظة دخوله. ووفقًا لمصادر من السجن، فإن شريف يعاني من عزلة وخوف دائم بسبب طبيعة جرائمه التي أثارت غضبًا عامًا واسعًا.

وتمثل قصة سارة مأساة إنسانية كشفت عن إخفاقات متعددة في حماية الأطفال، حيث تجاهلت السلطات إشارات واضحة على تعرضها للإيذاء. واعتبر القاضي كافاناغ في جلسة النطق بالحكم أن وفاة سارة "هي نتيجة سنوات من القسوة والتعذيب"، ووصفها بأنها ضحية شجاعة رفضت الخضوع لظلم والدها.

هذا وتظل القضية تذكيرًا مروعًا بالعواقب الوخيمة لإساءة معاملة الأطفال، والدور الحاسم للجهات المختصة في حماية الفئات الأكثر ضعفًا.

السابق مقتل بريطاني ضمن 14 ضحية في هجوم السيارة بنيو أورليانز
التالي إنقاذ المشردين في المملكة المتحدة: مأوى طارئ وسط موجة برد قياسية