إنقاذ المشردين في المملكة المتحدة: مأوى طارئ وسط موجة برد قياسية

عرب لندن

في ظل موجة البرد القارسة التي اجتاحت المملكة المتحدة، فعلت المجالس المحلية بروتوكول الطوارئ للطقس القاسي (SWEP) لتوفير مأوى مؤقت للمشردين. ويُفعَّل هذا البروتوكول عندما تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر أو تصدر تحذيرات من الطقس الجليدي والثلوج، في خطوة تهدف إلى حماية الأفراد الأكثر عرضة للخطر من تأثيرات الطقس القاسي.

ووفقًا لما ذكرته صحيفة “الغارديان” The Guardian، خصصت الحكومة في نوفمبر الماضي دعمًا إضافيًا للمجالس المحلية بقيمة 10 ملايين جنيه إسترليني، بواقع 32,000 جنيه لكل مجلس، بهدف تعزيز جهودها في إبعاد المشردين عن الشوارع. كما أعلنت وزارة الإسكان عن استثمار بقيمة مليار جنيه إسترليني خلال العام المقبل لدعم المبادرات الوقائية، والمساهمة في تقليل عدد الأشخاص الذين يضطرون للنوم في العراء.

وفي الوقت نفسه، حذر مكتب الأرصاد الجوية من انخفاض شديد في درجات الحرارة، حيث وصلت إلى -8.6 درجة مئوية في أبردينشاير ليلة السبت. كما أُصدرت تحذيرات كهرمانية وأخرى باللون الأصفر من الثلوج والجليد، تغطي معظم مناطق البلاد، مع استمرار تأثير موجة البرد حتى منتصف الأسبوع المقبل.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة، لا تزال التحديات قائمة. يقول ستيوارت بوتس، مدير مشروع مأوى إنقاذ الناس في مانشستر، إن بعض المشردين يترددون في اللجوء إلى الملاجئ بسبب مخاوف من العنف أو التعامل مع أشخاص تحت تأثير الكحول والمخدرات. وأوضح أن الملاجئ قد لا تكون كافية لاستيعاب الجميع، مما يجعل الحلول الفردية ضرورية.

وبحسب بيانات حكومية، ارتفع عدد المشردين الذين ينامون في العراء إلى 9,079 شخصًا في سبتمبر 2024، بزيادة 8% مقارنة بالعام السابق. ومن بين هؤلاء، كان 33% في الشارع لأول مرة، فيما عاد 14% إلى الشوارع بعد مغادرتهم أماكن إقامة مؤقتة.

وبالإضافة إلى ذلك، سجلت المملكة المتحدة 1,474 وفاة بين المشردين في عام 2023، وفقًا لمتحف المشردين، بمعدل وفاة كل ست ساعات. وتزداد مخاطر الوفاة خلال موجات الطقس البارد، إذ يفاقم النوم في العراء احتمالات الإصابة بالأمراض والوفيات المرتبطة بالبرد.

هذا ودعت المنظمات المعنية الجمهور إلى الإبلاغ عن أي شخص ينام في العراء عبر تطبيق StreetLink، الذي يربط المشردين بالخدمات المحلية لتوفير المأوى. وفي حالات الطوارئ، يُنصح بالاتصال بالشرطة عبر الرقم 999.

وتأتي هذه الإجراءات في وقت تحاول فيه المملكة المتحدة مواجهة أزمة التشرد المتفاقمة وضمان حماية المشردين من ظروف الطقس القاسية.