عرب لندن

نفذت الشرطة البريطانية أكبر عملية ضبط لبيض الطيور البرية في تاريخ المملكة المتحدة، حيث صادرت أكثر من 6 آلاف بيضة خلال مداهمات شملت عدة مناطق مثل اسكتلندا، ساوث يوركشاير، إسكس، ويلز وغلوستر. وقد تم العثور على البيض مخبأ في أماكن غير متوقعة مثل العلّيات، المكاتب والأدراج.

ووفقًا لصحيفة الغارديان "The Guardian"، تأتي هذه المداهمات ضمن عملية "بولكا" الدولية التي تهدف إلى مكافحة الجرائم المنظمة في مجال الحياة البرية.

بدأت العملية في النرويج في يونيو 2023، وأسفرت عن اعتقال 16 شخصًا ومصادرة 50 ألف بيضة. ثم امتدت العملية لتشمل أستراليا، حيث تم ضبط نحو 3,500 بيضة تبلغ قيمتها 500 ألف دولار أسترالي (حوالي 250 ألف جنيه إسترليني).

وتشير التحقيقات إلى أن هذه الجرائم مرتبطة بشبكة إجرامية دولية واحدة. وقال المحقق مارك هاريسون من وحدة الجرائم الوطنية للحياة البرية (NWCU): “هذه الشبكة تتمتع بتنظيم عالٍ وارتباط قوي. كلما كان النوع نادرًا، زاد الطلب عليه وارتفعت قيمته. من المرجح أن بعض البيض المصادر ينتمي إلى أنواع نادرة للغاية.”

وأضاف: “هذه العملية تكشف عن مستوى غير مسبوق من التعقيد. في الماضي، كانت مثل هذه العمليات تتم على يد أفراد مهووسين، لكن اليوم تتضمن شبكات متعددة عبر عدة دول. ومع اتساع نطاق العملية، يزداد خطر تأثيرها السلبي على الأنواع البرية.”

وأوضح الخبراء أن سرقة بيض الطيور تشكل تهديدًا حقيقيًا لبعض الأنواع، وخاصة تلك التي تعاني من انخفاض أعدادها مثل طائر "نايتجار" و"أوسبري". وقال دومينيك ميكس من جامعة كامبريدج: “قد يكون نجاح عش واحد فقط هو الفارق بين استمرار الأنواع أو انقراضها في بعض المناطق.”

ويذكر أن جمع بيض الطيور كان شائعًا في العصر الفيكتوري، لكن هذا النشاط أسهم في انقراض بعض الأنواع، مثل طائر "الأوك الكبير" الذي انقرض نتيجة الصيد الجائر. ومنذ عام 1954، أصبح جمع بيض الطيور البرية محظورًا في بريطانيا بموجب قانون الحياة البرية والريف لعام 1981، الذي يحمي جميع الطيور البرية وأعشاشها وبيوضها

وتؤكد التقارير أن الاتجار بالحياة البرية يسبب أضرارًا بيئية جسيمة. ووفقًا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة هذا العام، فإن أكثر من 4 آلاف نوع حول العالم مهدداً بالاتجار غير المشروع، بما في ذلك النباتات النادرة، الزواحف، الطيور والأسماك. وتصل قيمة هذه التجارة غير المشروعة إلى نحو 23 مليار دولار سنويًا.

وقال الدكتور دييغو فيريسيما من جامعة أكسفورد: “الاتجار ببيض الطيور له جذور تاريخية، وكان في السابق مدفوعًا بشغف جمع المجموعات النادرة. اليوم، تساهم هذه الجرائم في تفاقم فقدان التنوع البيولوجي، وتزيد من الضغط على الأنواع المهددة؛ بسبب تغير المناخ وتدمير الموائل.”

ومن المتوقع أن يقوم الخبراء خلال الأشهر المقبلة بتحليل البيض المصادر لتحديد الأنواع التي ينتمي إليها وتقدير قيمتها، بالإضافة إلى دراسة تأثير هذه الجرائم على الحياة البرية.


 


 

السابق ارتفاع كبير في جرائم الكراهية الدينية في بريطانيا بعد الحرب على غزة وهجمات ساوثبورت
التالي ‎لأول مرة يفشل اللوبي الصهيوني في إلغاء مؤتمر أكاديمي عن فلسطين في جامعة كيمبريدج