عرب لندن 

كشفت تقارير جديدة أن مهربي البشر يقدمون للمهاجرين الذين يعبرون القنال الإنجليزي "عروضًا شاملة"، تشمل السفر والإقامة والعمل، في محاولة لتعزيز أنشطتهم التجارية. 

وتشير التقارير إلى أن عصابات ألبانية تستغل فترات العيد لدفع المهاجرين لعبور القنال بجوازات سفر مسروقة، مستفيدة من الازدحام في "المطارات المزدحمة" خلال فترة عيد الميلاد.

ووفقاً لما ذكرته صحيفة الإندبندنت "Independent" تظهر هذه الإعلانات على منصة تيك توك من خلال صفقات تسويقية بأسعار تبدأ من 2500 جنيه إسترليني، يتم دفعها عند وصول المهاجرين إلى دوفر.

حيث تتضمن هذه العروض "أشخاص متخصصين" لاستقبال المهاجرين، ونقلهم إلى منازل مستأجرة، إضافة إلى توفير وظائف غير قانونية تُدفع نقدًا.

كما نشرت صحيفة "التايمز" رسالة من أحد المهربين يعرض نقل مهاجر وزوجته إلى المملكة المتحدة مقابل 12 ألف جنيه إسترليني، مع توفير منزل للإيجار في لندن بـ1000 جنيه إسترليني شهريًا، بالإضافة إلى عمل بسيط.

ووفقًا لوزارة الداخلية البريطانية، عبر 407 مهاجرين القنال يوم عيد الميلاد في 10 قوارب، واستمر تدفق المهاجرين في اليوم التالي، ليرتفع إجمالي العابرين منذ عام 2018 إلى 150,243 شخصًا، وهو ما يعادل تقريبًا عدد سكان مدينة كامبريدج. 

كما أظهرت الصور أن عدد المهاجرين الذين عبروا القنال في 27 ديسمبر كان أكبر بعد عبور 451 شخصًا في يوم عيد الميلاد.

وصرح مصدر في وزارة الداخلية البريطانية بأن الأرقام المرتفعة لعدد المهاجرين الذين عبروا القنال الإنجليزي تعود إلى إرث الحكومة السابقة، مشيرًا إلى أن الحكومة العمالية الحالية تسعى لتعزيز الأمن الحدودي وتفكيك شبكات تهريب البشر. 

وأضاف المصدر: "نحن نعمل على إصلاح أسس الأمن الحدودي عبر إنشاء قيادة جديدة للأمن الحدودي، وتعيين 100 محقق متخصص، بالإضافة إلى إبرام اتفاقيات جديدة مع أوروبا ودول أخرى لوقف نشاط شبكات المهربين".

ومن جانبه، انتقد وزير الظل لشؤون الداخلية، كريس فيلب، دخول 858 مهاجرًا غير قانوني إلى المملكة المتحدة خلال يومي عيد الميلاد، واعتبر ذلك "إهانة" لسياسات الحكومة. كما أشار إلى أن إلغاء اتفاق رواندا كان "خطأ فادحًا"، وأضاف: "إلغاء خطة رواندا قبل أن تبدأ كان خيبة أمل كبيرة، خاصة بعد نجاح تدابير الردع في أستراليا".

أما رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، فقد شدد على ضرورة التعاون الدولي مع وكالات تطبيق القانون في أوروبا بهدف الحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين، مؤكداً أنه سيعمل على "تدمير العصابات" التي تقوم بتهريب البشر عبر القنال الإنجليزي.

وفيما يتعلق بالأرقام، أظهرت بيانات وزارة الداخلية أن عدد المهاجرين الذين عبروا القنال الإنجليزي هذا العام بلغ 35,898 شخصًا، بزيادة قدرها 22% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. 

ورغم هذه الزيادة، فقد انخفض العدد بنسبة 22% مقارنة بعام 2022، الذي شهد أعلى معدل لعبور المهاجرين (45,774 شخصًا).

وتستمر أزمة عبور القنال الإنجليزي في التصاعد، حيث أشار المصدر إلى أن الأيام التي تكون فيها الرياح والموجات مواتية للعبور تعرف بـ"الأيام الحمراء".

وقد شهدت الفترة بين 11 أكتوبر و10 نوفمبر أعلى تركيز لهذه الأيام، حيث تجاوزت 26 يومًا من أصل 31. وهذا يشير إلى أن النصف الثاني من عام 2024 شهد عددًا أكبر من الأيام الحمراء مقارنة بنفس الفترة من عام 2023.

فيما يتعلق بالوفيات، أكدت وكالة الجريمة الوطنية أن حوالي 50 شخصًا لقوا حتفهم هذا العام أثناء محاولتهم عبور القنال، مما يُعتبر أسوأ حصيلة وفيات منذ بداية الأزمة. كما أضافت المنظمة الدولية للهجرة أنه من المحتمل أن تكون هناك المزيد من الوفيات المرتبطة بمحاولات العبور هذا العام.

وتجدر الإشارة إلى أن عدد المهاجرين الذين عبروا القنال بدأ في الزيادة منذ عام 2018، حيث تم تسجيل 299 عبورًا فقط في ذلك العام. وفي عام 2022، تم تسجيل رقم قياسي بلغ 45,774 عبورًا، في حين شهد عام 2023 عبور 29,437 شخصًا.


 


 


 


 


 


 


 


 

 

السابق بسبب جواز سفرها منتهي الصلاحية: أسماء الأسد لن تتمكن من دخول بريطانيا!
التالي 128 سجينًا في بريطانيا محاصرون بعقوبات غير محددة ويُحرَمون من السجون المفتوحة