عرب لندن
قضت المحكمة العليا في المملكة المتحدة برفع أمر عدم الكشف عن هوية الجاسوس الصيني المزعوم يانغ تينغبو، الذي كانت تربطه علاقة عمل وثيقة مع دوق يورك، الأمير أندرو. وكان يانغ، الذي عُرف سابقًا باسم "H6" في التقارير القانونية، قد حصل على "إعفاء مؤقت" بعد استئنافه ضد رفع السرية، إلا أنه قرر في النهاية السماح بالكشف عن هويته بعد الضغوط الإعلامية والسياسية.
ووفقًا لمحاميه جاي فاسالت-آدامز، كان هناك الكثير من التقارير الإعلامية والتكهنات حول هوية موكله وعلاقته بالأمير أندرو، مما دفع يانغ إلى اتخاذ قرار بإعلان هويته علنًا. يانغ، البالغ من العمر 50 عامًا، كان قد مُنع من دخول المملكة المتحدة بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي، وذلك بعد أن اعتبره جهاز المخابرات البريطاني MI5 عميلاً يعمل لصالح الحزب الشيوعي الصيني.
ويعتبر يانغ مؤسس شركة "هامبتون جروب إنترناشيونال"، وهي شركة ضغط لها روابط واسعة مع الصين، وقد أسسها في عام 2005 بعد انتقاله إلى المملكة المتحدة من الصين في عام 2003. وقد لعب دورًا محوريًا في تنظيم قمة الأعمال بين المملكة المتحدة والصين، وكان له علاقات مع شخصيات بارزة مثل جورج أوزبورن وديفيد كاميرون وتيريزا ماي.
وتكشف المعلومات الآن عن شبكة العلاقات المزعومة التي تربط يانغ بأوساط سياسية ومؤسسات في المملكة المتحدة، حيث كان يشارك في مشروعات مثل توسعة مدرسة "جوردونستون" في الصين، وهي المدرسة التي التحق بها الأمير أندرو.
وفي المقابل، قررت وزارة الداخلية البريطانية استبعاد يانغ من المملكة المتحدة في يوليو 2023، بعد اكتشاف أن لديه صلات بالحزب الشيوعي الصيني وأنه كان يشارك في "أنشطة سرية" تهدد الأمن القومي. وأكدت المحكمة أنه تم العثور على رسائل تفيد بأن يانغ كان ينسق مع أحد مستشاري الأمير أندرو بخصوص مشاريع في الصين.
إضافة إلى ذلك، يواجه يانغ مزاعم بتورطه في النفوذ الصيني السري في جميع أنحاء العالم، حيث اتهمه كتاب "اليد الخفية" لعام 2020 بالعمل كحلقة وصل بين الصين والقيادات السياسية البريطانية، في مسعى لتعزيز النفوذ الصيني في المملكة المتحدة.
وجاء قرار رفع أمر عدم الكشف عن هوية يانغ يأتي في وقت حساس، حيث تستمر التحقيقات في شبكات النفوذ الصينية في المملكة المتحدة والعلاقات بين الصين وكبار الشخصيات البريطانية.