العثور على مواد كيميائية بريطانية في مصنع إنتاج مخدرات تابع لنظام الرئيس السوري المخلوع!
عرب لندن
عُثر على مواد كيميائية ذات منشأ بريطاني في مصنع ضخم لإنتاج المخدرات تابع لنظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، وهي جزء من تجارة مثلت مصدر تمويل رئيسا للنظام على مدى سنوات.
وبحسب ما نشرته صحيفة التلغراف "The Telegraph" حاول مهربو المخدرات المرتبطون بالنظام تدمير الأدلة عبر إحراقها سريعًا بالتزامن مع تقدم الثوار شمالًا، إلا أن مساعيهم باءت بالفشل، حيث كشفت صور التقطت من مصنع مهجور لرقائق البطاطا في ضواحي مدينة دوما، شمال عن اتساع نطاق هذه التجارة غير المشروعة والمتورطين فيها.
في جزء من القبو المترامي الأطراف تحت المستودع الرئيسي، الذي امتزجت فيه رائحة المخدرات المحترقة مع الخرسانة المتفحمة، كانت تتم عمليات تصنيع المخدرات، حيث يقوم العمال باستخراج وتنقية ومعالجة المواد الكيميائية اللازمة لصنعه، وهو مادة رخيصة لكنها شديدة الإدمان.
وتشير التلغراف إلى أن معظم المواد الكيميائية المستخدمة في التصنيع جاءت من المملكة المتحدة، مثل الكلوروفورم، الفورمالدهيد، حمض الهيدروكلوريك، الإيثر البترولي، وأسيتات الإيثيل، وجميعها كانت محفوظة في عبوات بنية اللون من إنتاج شركة بريطانية مقرها في سوفولك.
وقد أكدت شركة "SureChem" في بيان لها أن هذه المواد زُوّدت لسوريا عام 2010 كجزء من شحنة مخصصة للاستخدام في المختبرات العامة، قبل اندلاع الثورة وفرض العقوبات. أما المادة الوحيدة التي لم تكن بريطانية المنشأ، فهي الصودا الكاوية، التي أظهرت العلامات أنها واردة من السعودية.
إلى ذلك، أظهرت الصور التي نشرتها التلغراف كميات ضخمة من حبوب الأمفيتامين المعروف باسم “الكبتاغون” مكدسة في إحدى الغرف، إلى جانب براميل تحتوي على محاليل جاهزة لتحويلها إلى أقراص معدة للتهريب.
جدير بالذكر أن النظام السوري لجأ إلى إنتاج المخدرات على نطاق واسع لتمويل عملياته العسكرية مع انهيار الاقتصاد الرسمي عقب اندلاع الثورة السورية عام 2011. وقد لعبت ميليشيا حزب الله اللبناني، المدعومة من إيران، دورا بارزا في نقل خبراتها في إنتاج المخدرات وتهريبها، إلى جانب مجموعات شيعية أخرى موالية من أفغانستان.
وسرعان ما أصبح الكبتاغون المنتج الرئيسي للتصدير في سوريا مما جعله مصدرا رئيسيا للعملات الأجنبية التي يحتاجها النظام بشدة. كما استُخدم الكبتاغون لدعم جهود النظام الحربية، إذ وزّع ضباط الجيش المخدر على الجنود لتعزيز أدائهم في الحرب.
فارس توت، الذي كان يدير مصنع رقائق البطاطا ذهب إلى مصر تاركا مصنعه الذي تحول لاحقًا إلى مركز لإنتاج المخدرات، منذ اندلاع الثورة. وعاد توت يوم سقوط النظام ليجد مصنعه مدمرا والنيران مشتعلة في القبو، حيث بقايا عمليات إنتاج المخدرات لا تزال واضحة.
قال توت: "هذا المكان كان رمزا للعمل الشريف، كنا نزرع البطاطا ونعمل مع مئات الموظفين، أما الآن فقد أصبح مستنقعا لتصنيع الكبتاغون الذي يدمر حياة الشعوب".
وفي أحد أركان المصنع عثر أيضا على بطاقات عمل تعود لعامر تيسير خيتي، رجل الأعمال المقرب من ماهر الأسد وقائد الفرقة الرابعة في الجيش السوري.
كانت الاستخبارات الغربية قد اشتبهت طويلا في تورط خيتي في تجارة الكبتاغون. وقد بدأ خيتي كتاجر ماشية بسيط، لكنه صعد بسرعة في السوق السوداء خلال الحرب، وأصبح ممولا كبيرا للنظام، وتمت مكافأته بمنصب نائب في البرلمان السوري عام 2020.
وفي عام 2023 فرضت بريطانيا عقوبات على خيتي، متهمة إياه بتسهيل إنتاج وتهريب الكبتاغون. وبحسب توت، استولى خيتي على مصنعه عام 2018، بعد سيطرة الجيش السوري على مدينة دوما.
حتى الآن، لا يزال مكان كل من خيتي وماهر الأسد مجهولا.