عرب لندن
تعتزم راشيل ريفز إنهاء العلاقة ذات الطابع "المشحون" بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي في حقبة ما بعد بريكست، وهي علاقة وُصفت بأنها مليئة"الانقسام والفوضى". جاء ذلك في أول خطاب لوزير مالية بريطاني أمام وزراء مالية منطقة اليورو منذ عام 2020.
وأوضحت ريفز أنها تسعى إلى تبني نهج "عملي" من خلال عملية "إعادة ضبط اقتصادية" مع الاتحاد الأوروبي، بهدف تعزيز التجارة والنمو، بحسب ما ورد عن "الغارديان".
ومن المقرر أن تقول ريفيز اجتماعها في بروكسل: "هذه هي المرة الأولى التي يخاطب فيها وزير مالية بريطاني مجموعة اليورو منذ بريكست. إنها إشارة إلى التزام الحكومة البريطانية الجديدة بإعادة ضبط علاقتنا مع الاتحاد الأوروبي، وأهمية تحقيق الإمكانات الاقتصادية لمستقبلنا المشترك. أدرك أن السنوات القليلة الماضية كانت مشحونة. الانقسام والفوضى كانا سمة نهج الحكومة السابقة تجاه أوروبا، لكن هذا لن يكون نهجنا."
ورغم ذلك، لا يزال بعض المسؤولين في بروكسل يتخذون موقفا صارما تجاه أي تعديلات على العلاقات التجارية عبر الحدود ما دامت المملكة المتحدة ترفض العودة إلى السوق الموحدة أو الاتحاد الجمركي، وترفض حرية حركة العمالة.
كما أن هناك مخاوف في الحكومة البريطانية من أن أي علاقات أوثق قد تواجه مطالب من بروكسل بالحصول على مزيد من الصلاحيات للوصول إلى مياه الصيد البريطانية مقابل تخفيف قيود الحدود، وهو ما يمثل أولوية سياسية لعدد من العواصم الأوروبية، بما فيها مدريد.
في الوقت ذاته، ترغب أيرلندا في تعزيز العلاقات بين بروكسل ولندن لدعم سياسات تعزز النمو الاقتصادي. ومع ذلك، فإن الاضطرابات السياسية في باريس وبرلين قد توفر للمملكة المتحدة فرصة أكبر كطرف يمكن أن يسهم في تحسين التجارة، خاصة مع تراجع الثقة في الأعمال التجارية في أكبر اقتصادين بمنطقة اليورو.
وأكدت ريفز أن إعادة ضبط العلاقات استراتيجياً تهدف إلى تحسين أوضاع العمال من خلال زيادة الاستثمارات وخفض الأسعار وتوفير وظائف أفضل.
وستسلط وزيرة المالية، الضوء على ثلاثة تحديات رئيسية "مشتركة" يجب على المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي معالجتها. تشمل هذه التحديات: الحرب في أوكرانيا، دعم التجارة الحرة لتعزيز التنافسية الاقتصادية، وإحياء الشراكات الاقتصادية الثنائية.
وفي خطابها، ستقول ريفز: "نريد علاقة مبنية على الثقة، الاحترام المتبادل، والواقعية. علاقة ناضجة وعملية يمكننا من خلالها تجاوز الطموحات المحدودة للماضي، والمضي قدمًا للتركيز على كل ما يجمعنا وكل ما يمكننا تحقيقه معًا للحفاظ على أمان وازدهار بلداننا."
في المقابل، دعا وزير الظل للأعمال والتجارة، أندرو غريفيث، ريفز إلى تجاهل السوق الأوروبية "البطيئة النمو" و"السفر إلى الولايات المتحدة للتحدث مع ترامب بشأن إبرام صفقة تجارية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة."
وأكد غريفيث أن الوزيرة يمكنها تنشيط النمو في المملكة المتحدة بسرعة عن طريق إلغاء الزيادات الضريبية على قطاع الأعمال، التي وصفها بأنها "مدمرة" وتسببت في "انهيار الثقة."
وفي السياق الأوروبي، صرّح ساندرو غوزي، النائب الرئيسي للبرلمان الأوروبي المسؤول عن ملف المملكة المتحدة، في أكتوبر، بأن حزب العمال أظهر تغييرًا في الموقف، لكنه أشار إلى أن حكومة كير ستارمر تحتاج إلى تحديد أهدافها بشكل أوضح فيما يتعلق بما يسمى بإعادة ضبط العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.
وفيما يتعلق بتعزيز العلاقات الاقتصادية، ستؤكد ريفز أنها تسعى إلى إزالة العوائق التجارية لخلق فرص استثمارية ومساعدة الشركات على التوسع في أسواق الطرفين.