عرب لندن

صرح رئيس الوزراء كير ستارمر، بأن القادة الجدد في سوريا يجب أن يستنكروا الإرهاب والعنف بعد انهيار نظام بشار الأسد. وأوضح ستارمر بعد وصوله إلى الخليج لإجراء محادثات تجارية أنه "من المبكر جدا" الإجابة عما إذا كانت حكومته ستتعامل مع المعارضة المسلحة، التي أطاحت بالأسد، وفقا لـ"التلغراف". 

وأعرب ستارمر عن ترحيبه بسقوط "النظام الوحشي" للأسد، قائلاً: "نحتاج إلى حل سياسي، وهذا ما نتناقش بشأنه مع الحلفاء الإقليميين. من الجيد أن الأسد قد رحل، وهو أمر جيد جدًا للشعب السوري".

وأضاف: "ما يجب أن نضمنه أيضًا هو نبذ الإرهاب والعنف، وأن يتم حماية المدنيين والأقليات، ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا من خلال عملية سياسية".

وجاءت تصريحات ستارمر أثناء وصوله إلى الإمارات العربية المتحدة يوم الأحد لإجراء محادثات تجارية مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، قبل أن يتوجه إلى السعودية لعقد أول اجتماع مع محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، يوم الإثنين. وسيتناول ستارمر موضوع الحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة مع قادة البلدين.

وقال ستارمر: "عانى الشعب السوري تحت نظام الأسد الوحشي لفترة طويلة، ونحن نرحب برحيله. تركيزنا الآن هو ضمان أن يسود حل سياسي، وأن يتم استعادة السلام والاستقرار".

وأضاف: "نحث جميع الأطراف على حماية المدنيين والأقليات، وضمان وصول المساعدات الأساسية إلى الأكثر احتياجًا في الساعات والأيام القادمة".

ولم يصدر بعد عن الوزراء البريطانيين أي إشارة حول كيفية استجابة المملكة المتحدة لأي نظام جديد يرأسه أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، وهي جماعة المعارضة المسلحة التي قادت عملية التقدم السريع نحو دمشق.

وتم تصنيف هيئة تحرير الشام من قبل المملكة المتحدة كمنظمة إرهابية في السابق، لكن جون سويرس، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات البريطانية (MI6) صرح بأنه يجب على بريطانيا إعادة النظر في هذا الحظر، قائلاً: "سيكون من المثير للسخرية إذا لم نتمكن من التعامل مع القيادة الجديدة في سوريا بسبب حظر يعود إلى 12 سنة مضت".

وأضاف: "أعتقد أن أبو محمد الجولاني، بذل جهودًا كبيرة على مدار العشر سنوات الماضية ليفصل نفسه عن تلك الجماعات الإرهابية. وبالتأكيد، الأفعال التي شهدناها من جبهة تحرير الشام خلال الأسبوعين الماضيين كانت لأغراض حركة تحرر، وليست لأغراض منظمة إرهابية".

وعندما سُئل عن ما إذا كان ينبغي على المملكة المتحدة التفاعل مع النظام الجديد، قال: "بالطبع. هناك واقع جديد في سوريا الآن. لقد شهدنا انهيار نظام وحشي رهيب كان في السلطة لأكثر من 50 عامًا في سوريا".

من جهتها، دعت بريتي باتيل، وزيرة الخارجية في حكومة الظل، إلى "مراجعة حكومية لآثار الأمن والدفاع" والمخاطر الإرهابية التي تهدد المملكة المتحدة بعد سقوط النظام السوري.

وقالت في تصريح لشبكة سكاي نيوز إن هذه المراجعة يجب أن تتضمن تقييمًا للتهديد الذي تمثله جبهة تحرير الشام "لأمننا الخاص وكذلك لمصالح سوريا والمنطقة بشكل عام".

وأضافت باتيل: "على المملكة المتحدة أن تتحمل مسؤوليتها للنظر في كيفية هيكلة خطة سلام مع سوريا الآن في ظل الحقائق الجديدة، خاصة مع هذه الجماعة التي تُعد منظمة محظورة".

السابق تقرير جديد: لغة السياسيين "التحريضية" تعيق معالجة أزمة التطرف في بريطانيا
التالي جمعية دورست للرجال تقبل أول امرأة في تاريخها منذ تأسيسها قبل 120 عامًا