عرب لندن
اعترفت جمعية رجال دورست بأول امرأة كعضو في تاريخها الممتد لـ 120 عامًا، لتصبح أحدث منظمة من نوادي الرجال التي تعود إلى العصر الفيكتوري، تفتح أبوابها للنساء.
ووافقت الجمعية، التي تأسست عام 1904 بهدف تشجيع رجال دورست على التواصل الاجتماعي في لندن، على عضوية إليزابيث داي بعد تصويت اللجنة لصالح السماح بانضمام النساء في أغسطس الماضي، بحسب ما نقلته "الغارديان".
وتأتي هذه الخطوة في سياق موجة من التغيرات التي شهدتها نوادي الرجال التقليدية في بريطانيا. ففي وقت سابق من هذا العام، رضخ نادي غاريك ، الذي تأسس عام 1831 ويضم في عضويته نخبة من الشخصيات مثل الوزراء وكبار المحامين والفنانين وحتى الملك تشارلز الثالث، لانضمام النساء بعد تعرضه للانتقادات بشأن التمييز بين الجنسين وسمح بانضمام النساء
وفي أكتوبر، قرر نادي صيادي مايفير، الذي تأسس عام 1884، قبول عضوية النساء بعد تعرضه لاتهامات بالتمييز والنخبوية.
قال بيتر لاش، رئيس لجنة جمعية رجال دورست، في تصريح لصحيفة الغارديان: "نحن هنا في دورست الصغيرة على الساحل الجنوبي، ولسنا نادي غاريك"- في إشارة إلى مدى تأثيره-. وأوضح أن النساء كن دائمًا مشمولات في فعاليات الجمعية واجتماعاتها العامة السنوية.
وأضاف: "حان الوقت لاتخاذ الخطوة التالية، والسماح لهن بالانضمام كأعضاء ومنحهن حق التصويت والمشاركة في قراراتنا".
وخلال اجتماع عام خاص عُقد في أغسطس، تم إجراء تصويت بشأن قبول النساء كأعضاء، حيث تطلب الأمر موافقة أغلبية الثلثين من الحضور. وصوّت 28 عضوًا لصالح القرار مقابل 12 ضده.
وعلق لاش قائلًا: "كان هناك قدر من الضغط لإجراء هذا التغيير منذ فترة طويلة". وأضاف: "ردود الفعل من الأعضاء الأوسع نطاقًا كانت طفيفة، مما يشير إلى أن الأغلبية لم تكن لديها مشكلة حقيقية مع القرار بأي شكل".
وأكد أن الجمعية تهدف إلى تعزيز "روح الزمالة بين رجال دورست أينما كانوا"، وتشجيع "حب المحافظة والفخر بتاريخها وتقاليدها"، ومساعدة شركات وأفراد دورست الذين يحتاجون إلى دعم الجمعية ونفوذها. ومع ذلك، لم يتم تغيير اسم الجمعية، حيث رُفض اقتراح منفصل لإعادة تسميتها إلى "جمعية دورست".
وأشار لاش، البالغ من العمر 85 عامًا، من دورشيستر، إلى أن تقاليد الجمعية "لم تتوقف فجأة، بل حصلت على دفعة لضمان استمرارها في المستقبل".
من جانبها، أعربت إليزابيث داي، أول امرأة تنضم إلى حوالي 720 عضوًا ذكوريًا يدفعون رسومًا سنوية قدرها 15 جنيهًا إسترلينيًا، عن شعورها بـ"الامتياز والحماس لكونها أول امرأة تنضم إلى هذه الجمعية الرائعة". يُذكر أن زوجها بوب أيضًا عضو في الجمعية.
وخلال القرن التاسع عشر، كان الانضمام إلى "نوادي السادة" يُعد وسيلة رئيسية لتحقيق النفوذ في الحياة العامة. وامتلأت منطقة سانت جيمس في لندن بجمعيات للرجال فقط، لا يزال العديد منها قائمًا حتى اليوم.
ورغم المحاولات المتكررة لكسر حصرية الجنس على مدار السنوات، تصاعدت الضغوط هذا العام بعد كشف صحيفة الغارديان عن عضوية نادي غاريك وتأثيره على ركائز المؤسسة البريطانية.
ولا تزال بعض الأندية اللندنية، مثل نادي سافيل ونادي بودلز ونادي إيست إنديا ونادي وايتس، ترفض قبول النساء.