عرب لندن
كشف بحث أن واحداً من كل سبعة مرضى في أقسام الطوارئ هم زوار متكررون يعانون من مشكلات صحية لم يتم علاجها وبأنهم ويشعرون أنه لا يوجد مكان آخر يمكنهم التوجه إليه، وفقا لما ورد عن "الغارديان".
وأشار التقرير إلى أن معظم هؤلاء المرضى إما تجاوزوا السبعين من العمر ويعانون من أمراض مزمنة متعددة، أو تتراوح أعمارهم بين 20 و49 عاماً، وغالبيتهم يعانون من مشاكل صحية نفسية.
وأظهرت الدراسة، التي أجرتها جمعية الصليب الأحمر البريطانية، وقالت الجمعية إن العديد من هؤلاء المرضى يترددون على أقسام الطوارئ خمس مرات أو أكثر سنوياً بسبب "مشكلات طبية لم يتم معالجتها".
وأضاف التقرير: "العديد من الأشخاص الذين يترددون على أقسام الطوارئ بشكل متكرر حاولوا الحصول على مساعدة أخرى، ولكن هذه المساعدة لم تلبى احتياجاتهم. وعندما يصلون إلى الطوارئ، يكونون في كثير من الأحيان بحاجة إلى رعاية أكثر إلحاحاً".
تزامناً مع هذه النتائج، حث أكبر مسؤول عن خدمات الطوارئ في هيئة الصحة الوطنية (NHS) المرضى على استخدام خدمات الخط الساخن "111" بدلاً من التوجه مباشرة إلى الطوارئ.
وأشار إلى أن اثنين من كل خمسة مرضى يمكنهم الحصول على رعاية أفضل في مكان آخر. كما أعرب أطباء الطوارئ عن قلقهم إزاء أزمة شتوية وشيكة ستزيد من الضغط على أقسام الطوارئ المكتظة بالفعل.
وأجرى خبراء الصليب الأحمر البريطاني دراسة معمقة عن زوار الطوارئ المتكررين، على مدار خمس سنوات شملت بيانات زيارات الطوارئ في منطقة دورست.
وكشفت الدراسة أن 1.7% فقط من سكان دورست مسؤولون عن 13.8% من زيارات الطوارئ. وكانت زياراتهم غالباً تُصنَّف كحالات عاجلة من قبل الأطباء، وهم أكثر عرضة للعيش في أحياء محرومة.
أوضحت الدراسة أن الزوار المتكررين ينتمون إلى فئتين رئيسيتين وهما: الأشخاص فوق السبعين، ومعظمهم يعانون من أمراض مزمنة متعددة، والأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و49 عاماً، وخاصة النساء الأصغر سناً، واللواتي يعانين من مشكلات صحية نفسية.
كلا الفئتين كانتا أكثر عرضة للوصول إلى الطوارئ عبر سيارات الإسعاف، كما أن كلاهما تردد على أطباء الأسرة (الأطباء العامين) بشكل متكرر خلال الشهر الذي سبق زيارة الطوارئ.
بدورها، قالت بياتريس بوتسانا-سيتا، الرئيسة التنفيذية للصليب الأحمر البريطاني: "يحتاج ملايين الأشخاص للتوجه إلى أقسام الطوارئ سنوياً بسبب حوادث أو حالات طارئة، ولكن بعض الأشخاص يضطرون إلى التردد أكثر من غيرهم. وهذا يسبب ضغوطاً كبيرة عليهم وقد نجد أنفسنا جميعاً في موقف مشابه".
وأضافت: "وجد بحثنا أن ما يقرب من واحد من كل سبعة زيارات للطوارئ في دورست كان مصدرها أقل من 2% من السكان. هؤلاء الأشخاص بحاجة إلى المساعدة، وكانوا أكثر عرضة لأن تُصنَّف حالاتهم كعاجلة أو تستدعي الإدخال إلى المستشفى".
وأكدت بوتسانا-سيتا أن نتائج الدراسة تسلط الضوء على أهمية معالجة الأسباب الجذرية للمشكلات الصحية ودعم خدمات المجتمع. ولفتت إلى أن الحكومة تعمل حالياً على تطوير خطة لمدة 10 سنوات لتحويل نظام الرعاية الصحية الوطني، مشددة على ضرورة التركيز على تحسين الصحة العامة وتعزيز الرعاية المجتمعية.
ودعا البروفيسور جوليان ريدهيد، المدير الإكلينيكي للرعاية العاجلة والطوارئ في هيئة الصحة الوطنية (NHS) في إنجلترا، المواطنين إلى استخدام خدمات الطوارئ 999 أو أقسام الحوادث والطوارئ (A&E) فقط في الحالات الطارئة التي تهدد الحياة أو الإصابات الخطيرة. وحث على اللجوء إلى خدمات (NHS 111) أو استخدامها عبر الإنترنت أو تطبيق NHS في الحالات غير الطارئة.
وأشارت هيئة الصحة الوطنية إلى أن ما يصل إلى 40% من زيارات أقسام الطوارئ يمكن تجنبها أو التعامل معها بشكل أفضل في أماكن أخرى.
وتوفر خدمة (NHS 111) تقييم الحالة وتوجيه المرضى إلى الخدمة المحلية الأنسب، بما في ذلك مراكز العلاج العاجل وعيادات الأطباء العامين أو الاستشارات مع الصيادلة.
وتعمل خدمة (NHS 111) على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وتوفر إمكانية التحدث مع ممرض، طبيب، أو مسعف إذا لزم الأمر. كما تقدم نصائح للعلاج الذاتي عبر الهاتف.
وقال ريدهيد: "نعلم أن ما يصل إلى 40% من زيارات أقسام الطوارئ يمكن التعامل معها بشكل أفضل في أماكن أخرى، وأن واحدة من كل ست مكالمات إلى الرقم 999 تحتاج فقط إلى نصيحة عبر الهاتف. لذا، أريد أن أشجع الجميع على استخدام خدمة 111 المجانية المتوفرة على مدار الساعة والتي يمكن أن تمنح الملايين من الناس هذا الشتاء وصولاً سريعاً وآمناً وسهلاً إلى النصائح أو العلاج الذي يحتاجونه".
من جانبها، صرحت وزيرة الدولة للرعاية الصحية والاجتماعية كارين سميث بأن الحكومة تدعم هيئة الصحة الوطنية للتعامل مع ضغوط الشتاء. وأكدت أن الخطة العشرية للحكومة تهدف إلى "جعل هيئة الصحة الوطنية مستعدة للمستقبل، وعلى مدار العام".