عرب لندن 

قد يُطلب قريبًا من ملايين السياح الذين يزورون المملكة المتحدة دفع ضريبة سياحية محلية، مع سعي المجالس المحلية التي تعاني من ضائقة مالية إلى توفير المال لدعم خدماتها.

ووفقا لـ"الغارديان"، تبحث ما يقرب من نصف المجالس المحلية في اسكتلندا فرض ضريبة إلزامية على الإقامات الليلية، تُعرف باسم "الضريبة السياحية"، لمواجهة التدفق الكبير للزوار الذي أثقل كاهل مناطق مثل جزيرة سكاي، وموقع أحجار كالانيش في جزيرة لويس، والمواقع النيوليثية في أوركني. 

وبدأ مجلس منطقة هايلاند، الذي يحتضن بعض أبرز الوجهات التي تعاني من الضغوط مثل ما يطلق عليها -برك الجنيات/Fairy pool- في سكاي جسر جلينفينان، بالتشاور مع الشركات المحلية والسكان بشأن فرض ضريبة بنسبة 5% على جميع الإقامات الليلية، والتي قد تدخل حيز التنفيذ في أواخر عام 2026.
كما تعتزم حكومة ويلز الإعلان عن مقترحات لفرض ضريبة زوار مشابهة للصلاحيات التي أقرها البرلمان الاسكتلندي هذا العام، والتي تحاكي ضرائب مماثلة في مدن أوروبية كبرى مثل برلين وبرشلونة. 

وقال الوزراء في كارديف إن هذه الضريبة ستوفر أموالًا إضافية للمجالس لاستثمارها في السياحة والمرافق، خاصة في المناطق الأكثر جذبًا للزوار مثل غوينيد في الشمال، وبمبروكشاير في الجنوب الغربي، والعاصمة كارديف.

ومن المقرر أن تصبح أدنبرة المدينة الأولى في المملكة المتحدة التي تطبق ضريبة إلزامية، في يوليو 2026، بعد أن تصاعدت الاعتراضات من قبل قادة المجلس بسبب ازدهار الإيجارات عبر تطبيق "Airbnb"، واكتظاظ الشوارع وتلوثها، واستفادة شركات الفنادق العالمية من الزوار.

 وتتوقع المدينة جمع ما يصل إلى 50 مليون جنيه إسترليني سنويًا من رسوم إضافية بنسبة 5% على الإقامات الليلية، حيث ستُخصص هذه الأموال لتحسين الحدائق العامة، وتمويل المهرجانات، وبناء مساكن اجتماعية جديدة لتخفيف ارتفاع أسعار المنازل الناجم عن ازدهار الإيجارات قصيرة الأجل.

وأبرزت التكاليف المترتبة على السياحة الزائدة في اسكتلندا هذا الشهر، عندما أدرج دليل السفر فودورز طريق نورث كوست 500 الذي يحيط بالساحل الغربي ومنطقة هايلاند ضمن "قائمة الحظر"، مشيرًا إلى شعبيته "غير المحتملة الاستدامة".

أظهر استطلاع أجرته صحيفة الغارديان أن 13 مجلسًا محليًا، معظمها في المناطق الريفية باسكتلندا، يدرس فرض ضريبة سياحية، بما في ذلك أوركني وشتلاند وكومهيرل نان إيليان سيار (الجزر الغربية)، التي تعمل معًا في مراجعة مشتركة. كما تدرس مدن مثل أبردين وستيرلينغ هذه الخطوة.

من جهتهم، عبّر أصحاب الفنادق وشركات السياحة في بعض هذه المناطق، وكذلك في ويلز، عن مخاوفهم من أن تؤدي هذه الضريبة إلى ردع الزوار، وتقليل الإنفاق، وزيادة الإجراءات المعقدة. ووصف أحد أصحاب الفنادق في إنفيراري بمقاطعة أرجيل وبوت الفكرة بأنها "انتحار مالي".

واقترحت منظمة خيرية فرض رسوم على الزوار الذين يجلبون سياراتهم أو يقيمون ليلتهم في منطقة البحيرات الوطنية، وذلك من أجل الحفاظ على مستقبل المنطقة، بعد أن أظهرت دراسة أن السياحة تضع "عبئًا غير مرئي" على المنطقة.

التقرير، الذي حمل عنوان من يدفع ثمن منطقة البحيرات؟، من إعداد الخبيرة في السياحة المستدامة، الدكتورة دافينا ستانفورد، ومنظمة أصدقاء منطقة البحيرات، تناول تأثير السياحة على البيئة الطبيعية والمجتمعات المحلية.

قال مايكل هيل، الرئيس التنفيذي لمنظمة لـأصدقاء منطقة البحيرات: "يصل عدد الزوار إلى 18 مليون زائر سنويًا، بينما لا يتجاوز عدد السكان المحليين 40,000 نسمة. أي أن هناك 450 زائرًا لكل مقيم. وبالطبع، فإن البنية التحتية مثل محطات معالجة المياه، على سبيل المثال محطات الصرف الصحي، عادة ما تكون موجهة لتلبية احتياجات السكان المحليين".

وأشار التقرير إلى كيف تدير مناطق حول العالم، خصوصًا في أوروبا، مثل جزر البليار وفينيسيا، تأثير السياحة الجماعية.

السابق عشريني يطلق النار مرتين على سيارة غربي لندن متسببا بإصابة طفلة ووالدها
التالي واحد من كل سبعة مرضى طوارئ متكررين يعاني من مشكلات صحية مزمنة غير معالجة