عرب لندن
سينضم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، اليوم الاثنين إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس للمشاركة في الاحتفال بيوم الهدنة الفرنسي في 11 نوفمبر، في خطوة تهدف إلى تعزيز التضامن الأوروبي، وذلك في وقت حساس بعد إعادة انتخاب دونالد ترامب.
وبحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان ”The Guardian“ تتناول محادثات الرئيسين قضايا مهمة مثل أوكرانيا والدفاع، حيث يواجه حلف الناتو تحديات كبيرة في ظل القيادة الأمريكية المقبلة.
وستحمل الزيارة طابعاً رمزياً، حيث سيصبح ستارمر أول قائد بريطاني يحضر الاحتفال الوطني الفرنسي منذ ونستون تشرشل في عام 1944. وتأمل الحكومتان البريطانية والفرنسية أن تكون هذه الزيارة لحظة مهمة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، اللذين يعدان من القوى الرائدة في حلف الناتو، في وقت يثير فيه فوز ترامب القلق بشأن مستقبل الحلف.
وسيحضر ستارمر الحدث في باريس مع المحاربين القدامى من بريطانيا وفرنسا بمناسبة الذكرى الثمانين لبدء تحرير فرنسا، حيث سيشارك في إحياء ذكرى التضحيات التي قدمها الجنود على الجبهة.
ووفقاً للحكومة البريطانية، فإن المحادثات بين ستارمر وماكرون ستتمحور حول "الروابط الوثيقة" بين البلدين، والتي تم تعزيزها من خلال تضحيات الجنود البريطانيين والفرنسيين خلال الحرب.
في حين لم يكن فوز ترامب جزءاً رسمياً من جدول الأعمال، إلا أن الحكومة البريطانية أكدت أن القضايا المتعلقة بأوكرانيا وغزة ستكون في مقدمة المناقشات.
ويعمل المسؤولون في الحكومة البريطانية حاليًا على دراسة تأثير فوز ترامب على المراجعة الاستراتيجية للدفاع، التي من المتوقع الإعلان عنها في الربيع المقبل.
كما من المتوقع أن يعمل ستارمر مع وزير المالية راشيل ريفز على وضع خطط لتحقيق هدف المملكة المتحدة في إنفاق 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، كما هو مطلوب من دول الناتو.
وأشار كل من ستارمر ووزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إلى أن هدف الدفاع سيكون مجالًا مشتركًا مع ترامب، الذي لطالما دعا حلفاء الناتو لزيادة الإنفاق الدفاعي وتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة. في وقت سابق، طالب ترامب دول الناتو بزيادة إنفاقها الدفاعي إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يمثل زيادة كبيرة عن المستوى الحالي في المملكة المتحدة.
وأفاد تقرير حديث بأن المسؤولين في الحكومة البريطانية يضعون خططًا لمواجهة أي تغييرات محتملة في سياسة ترامب تجاه أوكرانيا.
وفي الوقت نفسه، أكدت المملكة المتحدة التزامها المستمر بتقديم الدعم لأوكرانيا، بما في ذلك تخصيص 3 مليارات جنيه إسترليني سنويًا، رغم التحديات الاقتصادية الداخلية.
وعلق ستارمر على الزيارة قائلاً: "يشرفني أن أكون في باريس لأقف مع الرئيس ماكرون تكريماً لأولئك الذين ضحوا في الحرب العالمية الأولى من أجل الحرية التي نتمتع بها اليوم. هذه الفعاليات مهمة لضمان بقاء ذكرى الجنود والشباب الذين قدموا أرواحهم في خدمة وطنهم."