عرب لندن
تواجه الحكومة ردود فعل قوية بسبب سماحها لمرور خطط تمنح شركات الذكاء الاصطناعي الحق بسرقة المحتوى من الناشرين والفنانين، وسط ادعاءات بأن الحكومة تخاطر بـ "الاستسلام" للعمالقة التكنولوجيين، وفقا لما نقلته "التلغراف".
وتعارض هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) وغيرها من المنظمات خطة تسمح لشركات التكنولوجيا بتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي باستخدام المحتوى المتاح عبر الإنترنت بشكل افتراضي، ما لم يختار الناشرون وغيرهم من منشئي المحتوى الانسحاب بشكل رسمي.
وفي ما يُعتبر واحدة من أولى النزاعات الكبيرة المتعلقة بسياسات الذكاء الاصطناعي، يتم التخطيط لسلسلة من الاجتماعات والجولات الحوارية لتهدئة المخاوف.
ويخشى بعض المسؤولين في الحكومة البريطانية من أن الناشرين لا يمتلكون صوتا قويا بما يكفي خلال النقاشات حتى الآن.
وتسعى الحكومة بشغف لجذب الاستثمارات من شركات التكنولوجيا في بحثها عن النمو الاقتصادي، وقد أعلنت بالفعل عن استثمارات إجمالية في مراكز البيانات في المملكة المتحدة تجاوزت 25 مليار جنيه إسترليني منذ الانتخابات.
ومع ذلك، حذرت شركة "غوغل" الشهر الماضي من أن بريطانيا تخاطر بأن تتخلف عن بقية الدول إذا لم تقم ببناء المزيد من مراكز البيانات وتسمح للشركات التكنولوجية باستخدام الأعمال المحمية بحقوق الطبع والنشر في نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
وبخلاف القضايا المتعلقة بالملكية، يخشى بعض الناشرين أن يكون نظام الإعلان بالانسحاب الرسمي غير عملي، حيث قد لا يعرفون متى يتم سرقة موادهم ومن قبل أي شركة.
ويقول الناشرون الأحدث سنا إنهم يواجهون "تهديدًا وجوديًا" إذا تم استخدام أعمالهم في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في بيان لها إنه يجب عدم استخدام محتواها لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي دون الحصول على إذن، وليس لديها أي اتفاقيات تسمح للشركات بالقيام بذلك.
وأضاف متحدث باسم "بي بي سي" لصحيفة "الأوبزرفر": "من الضروري أن يحتفظ الناشرون وشركات الإعلام بالتحكم في كيفية استخدام محتواهم عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي. يجب أن يبقى العبء على مطوري الذكاء الاصطناعي في طلب الإذن لاستخدام المحتوى، وليس على الناشرين الانسحاب".
من جهتها، قالت جاستين روبرتس، مؤسِّسة موقع "Mumsnet"، التي تقدمت بشكوى قانونية ضد شركة "OpenAI" بشأن السرقة المزعومة للمحتوى، إن النظام الذي يتم النظر فيه من قبل الوزراء يشبه "طلب من أصحاب المنازل أن يضعوا إشعارات على الخارج تسأل اللصوص بعدم سرقة منازلهم، وفي حالة عدم القيام بذلك، فإن محتويات منازلهم تعتبر مشروعة".
ومع ذلك، يجادل البعض في وايتهول بأن نظام الانسحاب هو النظام المعتمد في الاتحاد الأوروبي من خلال قانون الذكاء الاصطناعي، مشيرين إلى أن المملكة المتحدة قد تتمكن من الاستفادة من كيفية أداء هذا النظام.
وتشير هذه الخلافات إلى التغيرات الأساسية التي تحدث بعد ظهور روبوتات الدردشة الذكية، فقد كان الناشرون في السابق مستعدين لمنح الوصول إلى موادهم لمحركات البحث، لأنهم كانوا يحصلون على قراء ومشاهدين في المقابل. ولكن المستخدمين الذين يستخدمون روبوتات الدردشة يمكنهم الحصول على كل المعلومات التي يحتاجونها دون الحاجة إلى رؤية عمل الناشر الأصلي.