عرب لندن
دعت الرئيسة التنفيذية لهيئة تنظيم الاتصالات في المملكة المتحدة "أوفكوم"، ميلاني داوز، إلى تعديل خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي لمنع انتشار المعلومات المضللة، وذلك في أعقاب أعمال الشغب التي اندلعت بعد مقتل ثلاث فتيات في ساوثبورت هذا الصيف.
وبحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان "The Guardian" أوضحت داوز في رسالة موجهة إلى وزير الدولة للعلوم والابتكار والتكنولوجيا، بيتر كايل، أن محاولات شركات التقنية ومنصات التواصل الاجتماعي لوقف انتشار المعلومات المضللة كانت "غير متساوية"، مما أدى إلى وصول المنشورات المتعلقة بالحادثة إلى ملايين المستخدمين.
وقالت داوز: "أثبتت الحادثة أن الخوارزميات تلعب دوراً كبيراً في دفع السرديات المثيرة للانقسام خلال الأزمات". وأشارت إلى أن المقترحات الحالية من أوفكوم ستُلزم التطبيقات بتعديل خوارزمياتها لتقليل ظهور المحتوى غير القانوني أو الضار، خاصة بالنسبة للأطفال، بما في ذلك المحتوى الذي يحرض على العنف أو الكراهية.
وأضافت داوز أن بعض المنصات أبلغت عن انتشار معلومات مضللة "تقريباً فور وقوع الهجمات"، مما دفعها للتعامل مع آلاف المنشورات، بعضها من حسابات كبيرة تضم أكثر من 100,000 متابع.
وتطرقت الرئيسة التنفيذية لهيئة تنظيم الاتصالات في المملكة المتحدة "أوفكوم"، ميلاني داوز إلى أن بعض هذه المنشورات زعمت زوراً أن الجاني كان طالب لجوء مسلم، مما ساهم في تأجيج الكراهية العرقية والدينية، وكانت هناك "صلة واضحة" بين النشاط الإلكتروني وأعمال الشغب التي اندلعت في شوارع المملكة المتحدة.
كما كشفت داوز عن استغلال خدمات الرسائل المغلقة في تنظيم مظاهرات ضد مسجد محلي، حيث تم تداول دعوات للتظاهر وأعمال شغب بعد ساعتين فقط من إقامة وقفة تضامنية مع ضحايا الهجوم. وقد تضمنت هذه المجموعات آلاف المستخدمين الذين تبادلوا المعلومات حول أهداف محتملة للتخريب أو الحرق، مثل مراكز إيواء اللاجئين.
وبينما لم تتمكن أوفكوم من التحقيق الكامل في استجابة منصات التواصل الاجتماعي، نظراً لأن قانون الأمان على الإنترنت لم يدخل حيز التنفيذ بعد، أكدت داوز أن الهيئة تخطط لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة في المستقبل. وأضافت: "الأحداث الأخيرة أظهرت أن الشركات التقنية بحاجة إلى معالجة هذه القضايا عند دخول الالتزامات الجديدة حيز التنفيذ".
وأكدت أوفكوم أن النتائج المستخلصة من قضية ساوثبورت ستساعد في تحديد الثغرات في التشريعات الحالية، وأنه يجب على منصات التواصل تحسين استجابتها للأزمات عبر تطبيق إجراءات أقوى لحماية المستخدمين من المحتوى غير القانوني.
وشددت داوز على ضرورة تعزيز الوعي الإعلامي بين الجمهور لمساعدتهم في فهم كيفية حماية أنفسهم والآخرين على الإنترنت. وأشارت إلى أن هذا الأمر يعد جزءًا أساسيًا من التحديات التي يواجهها المجتمع في عصر المعلومات.