عرب لندن
قال وزير الأعمال البريطاني السابق، اللورد بيتر ماندلسون، إن المملكة المتحدة قد تبدأ المحادثات حول العودة إلى الاتحاد الأوروبي في غضون عشر سنوات.
وذكر ماندلسون خلال حديثه أمام جمهور في إدنبرة أن "محادثات عودة بريطانيا إلى الاتحاد الأوروبي قد تبدأ في غضون العشر سنوات القادمة" ولكن أضاف أنه لا يمكن حدوث ذلك إلا إذا كانت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مستعدة للنظر في الأمر.
وقال إنه في الوقت نفسه من الضروري لإنتاجية المملكة المتحدة ونموها تقليل التأثير الضار لاتفاقية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي أبرمها بوريس جونسون "بأفضل طريقة ممكنة".
فيما تتناقض تصريحات ماندلسون، التي أدلى بها خلال محاضرة لمؤسسة الفكر "ريفرم سكوتلاند"، مع توقعات رئيس الوزراء قبل الانتخابات العامة بأن المملكة المتحدة لن تعود إلى الاتحاد الأوروبي، أو السوق المشتركة، أو الاتحاد الجمركي ابدا.
وقد بدا أن هذا التصريح يستبعد العودة حتى إذا فاز حزب العمال بولاية ثانية، ولكن ماندلسون، الوزير السابق في الاتحاد الأوروبي، أوضح أنه يعتقد أن الأضرار الاقتصادية التي سببها بريكست تعني أن احتمال العودة إلى الاتحاد الأوروبي لا يزال ممكنا.
وقال ماندلسون خلال محاضرته: "نحن نكرر أخطاء من قاموا بتخريب الاقتصاد في "بريكست إذا اعتقدنا أن العودة إلى الاتحاد الأوروبي أو حتى إعادة التفاوض هي مجرد قرار أحادي من جانبنا. إنها ليست كذلك".
كما أشار إلى أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان أحد العوامل التي أضرت بإنتاجية المملكة المتحدة. وقال إن نقص الاستثمار المزمن والمستمر، وخاصة خلال السنوات الأربع عشرة الأخيرة من حكومة المحافظين، كان المحرك الرئيسي.
مضيفا بأن المملكة المتحدة هي العضو الوحيد في مجموعة الدول السبع الغنية اقتصاديًا التي يقل فيها الاستثمار عن 20٪ من الناتج المحلي الإجمالي.
وعندما سئل من قبل صحيفة الغارديان "The Guardian" عما إذا كان يشير إلى أن محادثات العودة إلى الاتحاد الأوروبي قد تبدأ بعد 10 سنوات، قال ماندلسون إنه لا يتكهن، لكنه مضى في رسم سيناريوهات حيث يكون ذلك ممكنًا.
وأوضح: "الحقيقة هي أن هذه المحادثة قد تبدأ في غضون 10 سنوات. قد يستغرق الأمر وقتًا أطول، لكن بداية المحادثة ليست نهاية الأمر؛ ليست حلاً لعلاقتنا مع الاتحاد الأوروبي".
وأضاف: "أعتقد أنه سيكون من الصعب جدًا إقناع الاتحاد الأوروبي بإعادة النظر، وإعادة الانخراط، وبدء التفاوض مرة أخرى حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، لفترة طويلة قادمة. يؤسفني أن أقول هذا، لكنهم قد سئموا منا".
تابع حديثه بالقول أن هذا يعتمد على مدى نجاح بريطانيا في إعادة بناء الأسس. كما يعتمد على ما يحدث في بقية العالم؛ وما يحدث في بقية أوروبا الذي قد يجعلنا نقترب قليلاً؛ وما يحدث في الولايات المتحدة الذي قد يقرب أوروبا من بعض البعض.
جدير بالذكر بأنه إذا بدأت المملكة المتحدة محادثات حول العودة إلى الاتحاد الأوروبي في منتصف الثلاثينيات، فإن ذلك سيكون بعد ما يقرب من 20 عامًا منذ استفتاء الاتحاد الأوروبي في عام 2016، أو ما يقارب جيلًا من الناحية السياسية.