عرب لندن 

في خطوة غير مسبوقة، أعلنت الحكومة العمالية أنها ستفرض حظرًا على إعلانات الطعام غير الصحية على التلفاز من الساعة 5:30 صباحًا وحتى الساعة 9 مساءً اعتبارًا من عام 2025، كما سيتم فرض حظر شامل على الإعلانات المدفوعة عبر الإنترنت. 

ويأتي هذا بعد ارتفاع مستويات السمنة بين الأطفال في بريطانيا إلى مستويات باتت تشكل أزمة. 

وصرّح وزير الصحة، أندرو غوين، في بيان مكتوب لمجلس العموم، أن هذه السياسة تهدف إلى التخفيف من الضغط الذي تواجهه هيئة الصحة الوطنية (NHS) بسبب "أزمة السمنة لدى الأطفال"، حيث يُصنف واحد من كل ثلاثة أطفال على أنه بدين أو يعاني من زيادة في الوزن بحلول سن الحادية عشرة.

وأضاف غوين: "هذه القيود ستساعد في حماية الأطفال من التعرض لإعلانات الأطعمة والمشروبات غير الصحية، حيث تُظهر الأدلة أن هذه الإعلانات تؤثر على تفضيلاتهم الغذائية منذ سن مبكرة."

بدورها، أكدت الأستاذة المساعدة في كلية الاقتصاد بجامعة نورث إيسترن بلندن، أن الحجة التي طرحها وزير الصحة مدعومة بالأبحاث. 

وصرحت: "توجد الكثير من الأبحاث التي تثبت وجود علاقة إيجابية بين عدد الإعلانات التي يتعرض لها الشخص وبين كمية الطعام غير الصحي الذي يشتريه."

وأضافت: "إذا تم تقليل عدد الإعلانات التي يشاهدها الأطفال وغيرهم عن الطعام غير الصحي، فمن المرجح أن يستهلكوا كميات أقل منه. وبالتالي، من المتوقع أن يكون هناك تأثير إيجابي قوي."

ومع ذلك، يشير بعض الخبراء إلى أن الحظر، المقرر دخوله حيز التنفيذ في أكتوبر المقبل، لا يتعامل مع الجذور الحقيقية للمشكلة.

ووفقًا لدينا ربيع، الأستاذة المساعدة في جامعة نورث إيسترن، فإن السياسيين يجب أن يركزوا على تحسين التعليم الغذائي في المدارس والمنازل، إذا كانوا يرغبون في النجاح في الحد من السمنة بين الأسر البريطانية.

وأعربت ربيع، عن شكوكها حول فعالية الحظر المقترح على إعلانات الوجبات السريعة. وقالت: "أتساءل حقًا عن مدى فعالية هذا الحظر، هل الأطفال يرغبون في شراء الطعام غير الصحي لأنهم يشاهدون الإعلان على التلفاز، أم لأنهم جربوه مرة ويريدون تكرار التجربة؟".

وأضافت: "لدي شكوك كبيرة حول مدى جدوى هذا الحظر من الناحية الاقتصادية، لأن الحكومة ستنفق مبالغ كبيرة لضمان تنفيذه والتأكد من امتثال جميع الشركات. لكن من منظور اقتصادي، أعتقد أيضًا أن الحكومة لا تخصص موارد كافية للتصدي لمشكلة السمنة لدى الأطفال."

تشير ربيع إلى أن التركيز على حظر الإعلانات قد لا يكون كافيًا، وأن هناك حاجة لاستثمار أكبر في مبادرات تعليمية وتوعوية لمعالجة المشكلة من جذورها.

ومن الجدير بالذكر أن الحكومة البريطانية تقول أن السمنة تكلف نظام الصحة الوطني (NHS)  نحو 11.4 مليار جنيه إسترليني (15 مليار دولار) سنويًا.

ووفقًا لبيانات هيئة الخدمات الصحية الوطنية لعام 2022، يُعتبر طفل من بين كل عشرة أطفال تتراوح أعمارهم بين 4 و5 سنوات مصابًا بالسمنة، والتي تُعرَّف عمومًا بأن مؤشر كتلة الجسم (BMI) يبلغ 30 أو أكثر. وعند بلوغهم سن 10-11 عامًا، وهو العمر الذي يغادر فيه الأطفال المدرسة الابتدائية، ترتفع معدلات السمنة لتؤثر على ما يقرب من ربع الفصل.

السابق ارتفاع حوادث الاعتداء على المسلمين في بريطانيا لمستوى قياسي جديد
التالي بوريس جونسون يدعو لإجراء استفتاء على خروج بريطانيا من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان