عرب لندن
أظهرت الأرقام الرسمية أن حالات "حجز الأسرّة" في مستشفيات اسكتلندا، وهي الحالات التي يبقى فيها المرضى في المستشفى على الرغم من كونهم بصحة جيدة تسمح لهم بالخروج، قد وصلت إلى مستويات قياسية.
وقد دفعت هذه الأرقام إلى تحذيرات من أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) "تئن تحت وطأة فشل الحزب الوطني الاسكتلندي (SNP)".
وتشير الأرقام الرسمية إلى أن متوسط عدد المرضى العالقين في الأسرّة بالمستشفيات وصل إلى 2000 مريض يوميًا خلال شهر أغسطس من هذا العام، وهو أعلى عدد منذ بدء تسجيل هذه البيانات في يوليو 2016.
كما ارتفع العدد الإجمالي للأيام التي يقضيها المرضى في المستشفى بانتظار الخروج إلى مستويات قياسية، بزيادة قدرها 11% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، ليصل إلى 62,003 أيام.
في الوقت ذاته، انخفض عدد العمليات المخطط لها بنسبة 6.5% مقارنة بشهر أغسطس 2023، ولم يتم علاج سوى 69.4% من المرضى في أقسام الطوارئ خلال الساعات الأربع المستهدفة. وتُعتبر هذه النسبة الأسوأ التي تم تسجيلها لشهر أغسطس.
تحدث حالات "إعاقة الأسرّة" عندما يكون المرضى بصحة كافية لمغادرة المستشفى لكنهم لا يفعلون ذلك، وغالبًا ما يحدث ذلك مع المرضى المسنين بسبب عدم توفر أماكن الرعاية الاجتماعية لهم في المجتمع.
وانتقد حزب العمال الاسكتلندي هذا الوضع، مشيرًا إلى أن أكثر من 1.3 مليار جنيه إسترليني قد ضاعت بسبب تأخر الخروج منذ أن وعد الحزب الوطني الاسكتلندي بالقضاء على هذه الممارسة في فبراير 2015.
تم نشر هذه الأرقام بعد انسحاب مجالس اسكتلندا الأسبوع الماضي من دعم خطة نيكولا ستورجيون لنقل مسؤولية الرعاية الاجتماعية إلى هيئة الخدمة الوطنية للرعاية (NCS).
وكان من المقرر أن تتولى هيئة NCS مسؤولية الرعاية الاجتماعية للبالغين والأطفال، بما في ذلك دور الرعاية، عبر مجالس جديدة تحت إشراف الوزراء. لكن تم التعبير عن مخاوف من ارتفاع التكاليف المتزايدة بشكل يفوق مليار جنيه إسترليني.
قالت دام جاكي بايلي، المتحدثة باسم حزب العمال الاسكتلندي في مجال الصحة: "تُظهر هذه الأرقام أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) تعاني من فشل الحزب الوطني الاسكتلندي (SNP) حتى قبل أن تدخل في أشهر الشتاء المضطربة".
وأضافت: "يريد المرضى الذين تم علاجهم العودة إلى منازلهم، لكن بدلاً من ذلك، يبقون عالقين في حالة من الغموض في أسرّة المستشفيات بينما تملأ الممرات في أقسام الطوارئ بأشخاص يائسين ينتظرون دخولهم".
وأكدت بايلي: "بعد 17 عامًا من التهاون، فإن الحزب الوطني الاسكتلندي غير مستعد لهذا الشتاء - يجب عليه معالجة تأخر الخروج بشكل مباشر قبل أن تشبه ممرات المستشفيات القطارات المزدحمة".
من جانبه، قال د. سانديش غولهان، وزير الصحة الظل لحزب المحافظين الاسكتلندي: "تسلط هذه الإحصائيات الأسوأ على الإطلاق الضوء على الأزمة المتزايدة في الرعاية الاجتماعية التي يشرف عليها الحزب الوطني الاسكتلندي".
وأضاف: "بينما يواصل الوزراء القوميون بعزم تنفيذ خطط لخدمة رعاية وطنية مركزية غير قابلة للتحمل والتي لا يدعمها أحد، فإن عدد المرضى العالقين بلا داعٍ في المستشفيات، بسبب عدم توفر حزمة رعاية مناسبة، يستمر في الارتفاع".
في المقابل، قال نيال غراي، وزير الصحة في الحزب الوطني الاسكتلندي: "تم الاتفاق على نهج تعاوني مع مؤتمر السلطات المحلية الاسكتلندية للحد من تأخر الخروج كأولوية قصوى".
وأوضح: "لا يزال نظام الصحة والرعاية الاجتماعية يواجه ضغوطًا بسبب عدد من العوامل، بما في ذلك توفر القوى العاملة، وتوافر أماكن الرعاية المناسبة".
وأشار غراي إلى أن "وراء كل تأخير هناك شخص لن ينام في سريره الليلة رغم أنه مؤهل طبيًا لمغادرة المستشفى". وأكد أن بعض مناطق المجلس قد خفضت التأخيرات، لكن لا يزال هناك "مستوى غير مقبول من التفاوت".