استياء معلمين جامايكيين في المملكة المتحدة من رواتبهم المنخفضة مقارنة بزملائهم البريطانيين

عرب لندن 

أعرب معلمون تم توظيفهم من جامايكا للعمل في سلسلة كبيرة من المدارس الأكاديمية في لندن عن شعورهم بـ"الاستياء الشديد" بعد اكتشافهم أنهم يتقاضون رواتب أقل بمئات الجنيهات سنويًا مقارنة بالمعلمين البريطانيين الذين لديهم مستويات خبرة مشابهة، بحسب "الغارديان". 

وقامت مجموعة "هاريس"، التي تعتبر ثاني أكبر سلسلة أكاديمية في إنجلترا وتضم 54 مدرسة ممولة من الدولة، بتوظيف معلمين من جامايكا في السنوات الأخيرة، والذين تجذبهم الرواتب الأعلى مقارنة بتلك التي يمكنهم الحصول عليها في المنطقة الكاريبية.

ومع ذلك، أفاد المعلمون ذوو الخبرة بأنهم قضوا سنوات في العمل في مدارس "هاريس" بينما لا يزالون مصنفين كـ"غير مؤهلين". وهذا يعني أنهم يتقاضون رواتب أقل من نظرائهم المؤهلين.

وأشار المعلمون إلى أن هذا الوضع جعلهم يكافحون مع ارتفاع تكاليف المعيشة في لندن. وأعرب عدد منهم أيضًا عن شعورهم بأنهم تُركوا بلا مساعدة من قبل المجموعة، حيث توقع منهم بدء التدريس دون تدريب وظيفي محدد وبدون مساعدة في العثور على سكن.

وتدفع مجموعة "هاريس" لرئيسها التنفيذي، السير دان موهينيان، راتبًا يتراوح بين 485,000 و490,000 جنيه إسترليني سنويًا في عام 2022-2023، بينما يتم دفع 190,000 جنيه إسترليني على الأقل لسبعة من مدرائها على الأقل.

وقالت المجموعة إنها قامت بتوظيف أكثر من 150 معلمًا من جامايكا منذ عام 2018. وفي وقت سابق من هذا الشهر، صرح موهينيان لبرنامج "Today" على إذاعة BBC Radio 4: "نقوم الآن بتوظيف المعلمين من جامايكا ببساطة لأننا لا نستطيع العثور على معلمين مدربين في المملكة المتحدة مستعدين للعيش والعمل في وسط لندن."

وقامت "هاريس" بتوظيف معلمين من جامايكا من خلال شركة تدعى "Hourglass Education"، كما أنها ترسل موظفيها لإجراء المقابلات.

وأخبر خمسة معلمين جامايكيين صحيفة "Observer" أن كل من "Hourglass" و"هاريس" لم يوضّحا لهم أن الأمر قد يستغرق أكثر من عام حتى تبدأ "هاريس" عملية نقلهم من سلم الرواتب الخاص بالمعلمين غير المؤهلين نحو حصولهم على حالة المعلم المؤهل (QTS).

وفي بيان لصحيفة "Observer"، قالت "هاريس" إنها لم تعد تعمل مع "Hourglass".

وبموجب القواعد الحالية، يمكن للمعلمين الذين تم توظيفهم من دول مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الدخول في نظام تسريع للحصول على حالة المعلم المؤهل (QTS)في إنجلترا، مما يعني أنهم سيتقاضون رواتب مماثلة لرواتب المعلمين المدربين في المملكة المتحدة بعد فترة قصيرة من وصولهم.

يمكن أيضًا للمعلمين القادمين من دول مثل جامايكا والهند وغانا ونيجيريا الذين يحملون مؤهلات لتدريس اللغات أو الرياضيات أو العلوم في المدارس الثانوية الاستفادة من هذا المسار السريع.

ومع ذلك، فإن المعلمين من هذه الدول الذين يدرّسون مواد أخرى، يعملون في المدارس الإنجليزية وفقا لسلم رواتب المعلمين غير المؤهلين.

واعتبارًا من العام الماضي، ينص السلم الوطني لرواتب المعلمين في إنجلترا على أن الموظفين الأقل خبرة الذين يحملون (QTS) يمكن أن يتقاضوا راتبًا يصل إلى 47,666 جنيه إسترليني في وسط لندن، مع زيادة تصل إلى 56,959 جنيه إسترليني للمهنيين الأكثر خبرة.

في المقابل، يتقاضى المعلمون الذين يُعتبرون "غير مؤهلين" راتبًا قدره 37,362 جنيه إسترليني كحد أقصى بغض النظر عن الخبرة السابقة في الخارج، على الرغم من أن الفرق في الراتب الصافي ليس واضحًا تمامًا لأن المعلمين الجامايكيين "غير المؤهلين" معفيون من ضريبة الدخل خلال أول عامين لهم في إنجلترا. 

كما تقدم "هاريس" مكافأة تصل إلى 2,000 جنيه إسترليني للمعلمين الذين يعملون خارج ساعات العمل التعاقدية، بحسب ما نقلته الصحيفة. 

قال أحد المعلمين الخمسة الذين تحدثت إليهم صحيفة "أوبزيرفر"، والذي طلب عدم الكشف عن هويته لأنه لا يزال يعمل هناك، أنه استُقدم في عام 2020 ولكنه حصل على الحالة المؤهلة (QTS) فقط هذا العام، مما يعني أن "هاريس" دفعت له على مقياس "غير المؤهل"  لمدة أربع سنوات.

وقال المعلم الذي يدرس في أكاديمية ثانوية كبيرة، إنه كان يتقاضى 2,600 جنيه إسترليني شهريًا بعد الضرائب. فيما أشارت نقابة التعليم الوطنية (NEU) إلى أنه كمعلم مؤهل على المقياس الرئيسي، كان يجب أن يتقاضى 3,275 جنيه إسترليني بعد الضرائب.

وأضاف أنه شعر بأن مدرسته سعت إلى تأخير حصوله على التأهيل لأطول فترة ممكنة، حتى لا تدفع له المزيد من المال. 

وأضاف: "إنها تبدو وكأنها حالة أخرى من حالات ويندراش. إنها وضعية مؤلمة للغاية بالنسبة لنا. الأموال التي نتقاضاها تجعل من الصعب العيش من يوم لآخر".

من جانبها، قالت متحدثة باسم اتحاد "هاريس" إن "مجموعة رائعة من الموظفين من جامايكا" قد أفادوا العملية التعليمية. 

وأضافت: "لقد ساعدنا وجودهم في ملء الفصول الدراسية في وقت يواجه فيه مدراء المدارس في جميع أنحاء البلاد، وخاصة أولئك في لندن، أزمة في توظيف المعلمين".

كما أكدت المجموعة أنها "تمول بالكامل" تكلفة مؤهلات التدريس في المملكة المتحدة لجميع الموظفين من جامايكا "، مشيرين إلى أنهم يقدمون دعمًا عمليًا شاملاً في محاولة لمساعدة أكبر عدد ممكن على تحقيق ذلك في غضون ثلاث سنوات أو أقل.

وقالوا بأن لديهم برامج تعريف مدفوعة شاملة للموظفين الدوليين في الصيف الذي يسبق انضمامهم، وأن هناك دورة تشرح الطريق للحصول على التأهيل للتدريس في المملكة المتحدة، وتدريب لضمان فهم الموظفين الدوليين لنظام التعليم البريطاني.