عرب لندن 

كشف بوريس جونسون أنه فكر في غزو هولندا للاستيلاء على لقاحات كورونا خلال ذروة الجائحة، وفق ما نقلته "التلغراف". 

 وفي مذكراته، التي ستنشر الشهر المقبل، أوضح رئيس الوزراء السابق أنه طلب من القوات المسلحة دراسة إمكانية تنفيذ هجوم بحري على مستودع في مدينة لايدن.

وكان المستودع يحتوي على خمسة ملايين جرعة من لقاح أسترازينيكا، والتي كان جونسون يعتقد أنها من حق بريطانيا لأنها طُورت في المملكة المتحدة.

ومع ذلك، تم إبلاغه بأن الخطة من غير المرجح أن تنجح، وأجبر لاحقًا على التأكيد بأن فكرة غزو حليف في حلف الناتو كانت "جنونية".

في كتابه "Unleashed"، يكشف جونسون أيضًا أنه كاد أن يموت من فيروس كورونا، مشيرًا إلى أن الجهود المتواصلة من قبل ممرضتين مخصصتين أنقذت حياته.

كما تناول جونسون قضية "بارتي غيت"، نافيًا أنه قضى أمسياته في داونينغ ستريت في الاحتفال "مع أصدقائه من فريق عمل كورونا ومكتب الحكومة". ووصف تقرير سو غراي عن انتهاكات قواعد الجائحة بأنه ليس إلا ادعاءات كاذبة. 

ومن المعتقد أن صدور كتاب بوريس جونسون، الذي سيُنشر على أجزاء في صحيفة "ديلي ميل"، يهدد بالتغطية على مؤتمر حزب المحافظين الذي يبدأ يوم السبت، مما قد يسحب الأضواء من المرشحين الأربعة المتنافسين على قيادة الحزب، على الرغم من أن جونسون لا يخطط لحضور المؤتمر.

وفي الكتاب، يعرب جونسون عن غضبه من احتجاز إمدادات لقاح أسترازينيكا، التي تم تطويرها بدعم من الحكومة البريطانية، ووصفها بأنها "مخطوفة".

وكانت خمسة ملايين جرعة عالقة في مصنع "هاليكس" في هولندا لكونها جزء من سلسلة توريد أسترازينيكا. 

وبعد خمسة أسابيع من المفاوضات، في مارس 2021، استدعى جونسون كبار المسؤولين العسكريين لسؤالهم عما إذا كان من الممكن تقنيًا تنفيذ غارة بحرية على مستودع في مدينة لايدن بهولندا، لاسترجاع ما وصفه بأنه حق بريطانيا الشرعي وما كانت البلاد بحاجة ماسة إليه.

أبلغه اللواء دوج تشالمرز، نائب رئيس الأركان، أن العملية كانت "ممكنة تمامًا"، موضحًا كيف يمكن تنفيذها: إرسال فريق في رحلة تجارية إلى أمستردام، بينما يتسلل فريق آخر عبر القناة الإنجليزية في قوارب قابلة للنفخ ويشقون طريقهم عبر القنوات للوصول إلى المستودع. ثم يقومون بتأمين الجرعات ونقلها بشاحنة والعودة إلى الموانئ.

لكنه حذره من أن العملية لن تمر دون أن تُكتشف، مشيرًا إلى أن قيود الإغلاق في بلجيكا وهولندا قد تؤدي إلى ملاحظة السلطات المحلية لتحركاتهم، ما يعني أنهم سيحتاجون إلى تفسير سبب "غزو" حليف في حلف الناتو.

وفي النهاية، اعترف جونسون بأن الفكرة كانت "جنونية"، لكنه شعر بأنه كان من واجبه الأساسي تأمين اللقاحات بينما "يموت الناس في بلاده بسبب فيروس كورونا".

 كما اتهم جونسون الاتحاد الأوروبي بمعاملة بريطانيا بـ"حقد وكراهية" لأن المملكة المتحدة كانت تسبقهم في تطعيم سكانها، وهو ما لاحظه الناخبون الأوروبيون.

بحلول مارس 2021، كانت بريطانيا قد لقحت حوالي 30% من سكانها، في حين أن الاتحاد الأوروبي لم يتمكن إلا من تطعيم 8% فقط من سكانه.

وكان الاتحاد الأوروبي، الذي واجهت دوله صعوبات في حملات التطعيم، قد أطلق قضية قانونية ضد شركة أسترازينيكا لمنعها من تصدير اللقاحات إلى المملكة المتحدة، رغم توقيع بريطانيا عقدًا "مُحكمًا" لتأمين أول 100 مليون جرعة.

وكتب بوريس جونسون في مذكراته أن "لقاحاتنا قد خُطفت"، لكنه أشار إلى أن الغضب الحقيقي كان موجهًا نحو الاتحاد الأوروبي، الذي حاول منع الوصول إلى اللقاحات دون أن يستخدمها بنفسه.

وأعرب جونسون عن دهشته عندما زعم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن لقاح أسترازينيكا البريطاني كان "شبه غير فعال" لمن هم فوق 65 عامًا.

وأضاف جونسون أن إحباط حكومات الاتحاد الأوروبي كان يتفاقم بسبب نجاح "بريطانيا بعد البريكست". 

ورغم أنه سعيد بأنه لم يقم "بمصادرة اللقاحات بالقوة"، إلا أنه اعترف بأن ذلك لم يكن ليحسن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي. لكنه أوضح أن الغضب لا يزال يلازمه، حيث شعر بأن الاتحاد الأوروبي كان مستعدًا "لترك البريطانيين يموتون" بدلاً من الاعتراف بإمكانية وجود فائدة من البريكست.

السابق استقالة النائبة العمالية روزي دافيلد من حزب العمال بدافع الغضب من سياسات كير ستارمر
التالي تراجع شعبية كير ستارمر لأدنى مستوى لها على الإطلاق