لجنة مستقلة تجد "سوء سلوك" ضباط في توقيف وتكبيل مراهق أسود
عرب لندن
وجدت لجنة تأديبية أن تصرفات اثنين من ضباط شرطة العاصمة تصنف بأنها سوء سلوك عندما أوقفوا وقيدوا فتى أسود يبلغ من العمر 14 عامًا.
قام الضباط بتكبيل الفتى دي-شون جوزيف وتقييده على الأرض أثناء عملية توقيف وتفتيش في شارع بلاكهورس لين، كرويدون، في 23 يونيو 2022.
وانتشرت اللقطات التي التقطها أحد المارة بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي، مما دفع والدة الفتى إلى تقديم شكوى.
وخضع الشرطي ماكورلي كليوز والشرطي السابق بنجامين مورغان لجلسة استماع يوم الجمعة، بعد تحقيق أجرته المكتب المستقل لسلوك الشرطة (IOPC) بشأن الحادث في جنوب لندن.
وكان الضباط، الذين يعملون ضمن فرقة مكافحة الجريمة العنيفة (VCTF)، قد تلقوا بلاغًا عن سرقة هاتف محمول من صبي يبلغ من العمر 13 عامًا من قبل أربعة فتيان سود، تتراوح أعمارهم حول 14 عامًا، وكان ثلاثة منهم يرتدون معاطف سوداء طويلة، وواحد يرتدي سترة زرقاء ضيقة.
وتم رصد دي-شون جوزيف، الذي أشار إليه الـ(IOPC) بـ "الطفل ب"، بالقرب من الموقع وكان بمفرده ويرتدي سترة بغطاء رأس.
وبقي الفتى مكبلاً لمدة ثلاث دقائق أثناء تفتيشه على الأرض، ولمدة تقارب أربع دقائق بعد ذلك.
ولم يتم العثور على أي شيء بحوزته، وقالت المديرة الإقليمية لـ (IOPC)، ميل بالمر: "كان "الطفل ب" الذي يبلغ من العمر 14 عامًا، صغير الحجم، وكان بمفرده مع وجود أربعة ضباط خلال التوقيف والتفتيش.
وأضافت: "فشل الضباط في مراعاة عمره، وأبقوه مكبلاً لفترة أطول من اللازم على الرغم من عدم العثور على شيء أثناء التفتيش.
وتابعت: "تصرفاتهم واستخدامهم للقوة كانت مصدر قلق واضح لعدد من المارة الذين أثاروا هذه المخاوف للضباط في ذلك الوقت".
وأفادت (IOPC) أن الفتى كان يبدو مضطربًا، وقال للضباط إنه كان عائدًا من المدرسة وكان يرتدي الزي المدرسي تحت سترته ذات غطاء الرأس.
وفي أكتوبر 2022، قالت والدة دي-شون، جانيت، لشبكة ITV: "نحن نطالب بتشريع 'قانون العدالة لدي-شون جوزيف' الذي سيعتمد نهجًا يركز على الأطفال عند إجراء عمليات التوقيف والتفتيش.
وتابعت: "الكثير من الأطفال، الذين لا نعرف أسماءهم ولا وجوههم، تعرضوا لسوء معاملة من قبل النظام. لذلك، ندفع نحو التغيير بناءً على ما حدث لدي-شون".
وبحسب ما أوردته "الإندبندنت" هذا الأسبوع، خلصت لجنة مستقلة إلى أن تصرفات الضباط شكلت سوء سلوك، وليس سوء سلوك فادح، بسبب انتهاكهم لمعايير السلوك المهني للشرطة فيما يتعلق باستخدام القوة عبر تكبيل الفتى لفترة أطول من اللازم.
وتم تأكيد الاتهامات ضد الشرطي مورغان بأنه طلب مرارًا وتكرارًا من الفتى تقديم تفاصيله، دون أن يكون لديه سلطة قانونية تلزمه بذلك، وهدده بالتواصل مع مدرسته، مما يشكل انتهاكًا لمعيار النزاهة.
كما تبين أن الشرطي كليوز انتهك معيار السلطة والاحترام واللباقة بسبب أسلوبه في التعامل مع والدة الطفل وأفراد الجمهور. وتم منحه تحذيرًا نهائيًا مكتوبًا لمدة عامين.
أما الشرطي مورغان فلم يتم فرض أي عقوبة عليه لأنه كان قد استقال بالفعل من الشرطة.
وأوصت لجنة الاستماع بأن تقوم شرطة العاصمة بتقديم تدريب مُحدث لضباطها حول سياستها المتعلقة بالتعرف البصري على المشتبه بهم وتنفيذها.
ومن الجدير بالذكر أنه في إطار السعي لإعادة بناء الثقة بين شرطة العاصمة والمجتمع الأسود في المدينة، أطلقت شرطة العاصمة البريطانية خطوات جديدة تهدف إلى إصلاح العلاقة المتوترة مع هذه الفئة من المجتمع، وفقا لما نقلته "الغارديان".
تأتي هذه الخطوات استجابة للانتقادات المستمرة تجاه تعامل الشرطة مع قضايا تتعلق بالتمييز العنصري، خصوصًا في ما يتعلق بسياسات التوقيف والتفتيش.
وأقر مفوض شرطة العاصمة، مارك راولي، بأن الشرطة قد خذلت المجتمع الأسود لسنوات عديدة، معترفًا بأن هذه العلاقة كانت مضطربة لفترة طويلة، وكجزء من هذه الجهود، قدمت شرطة العاصمة "خطة العمل لمكافحة العنصرية".