عرب لندن
في إطار السعي لإعادة بناء الثقة بين شرطة العاصمة والمجتمع الأسود في المدينة، أطلقت شرطة العاصمة البريطانية خطوات جديدة تهدف إلى إصلاح العلاقة المتوترة مع هذه الفئة من المجتمع، وفقا لما نقلته "الغارديان".
تأتي هذه الخطوات استجابة للانتقادات المستمرة تجاه تعامل الشرطة مع قضايا تتعلق بالتمييز العنصري، خصوصًا في ما يتعلق بسياسات التوقيف والتفتيش.
وأقر مفوض شرطة العاصمة، مارك راولي، بأن الشرطة قد خذلت المجتمع الأسود لسنوات عديدة، معترفًا بأن هذه العلاقة كانت مضطربة لفترة طويلة.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة، قال راولي: "ما زال أمامنا طريق طويل لنقطعه، وهناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به".
وكجزء من هذه الجهود، قدمت شرطة العاصمة "خطة العمل لمكافحة العنصرية"، التي تهدف إلى إصلاح العلاقة بين الشرطة والمجتمع الأسود. وقد وصفت هذه الخطة بأنها خطوة في الاتجاه الصحيح نحو معالجة الإشكاليات المرتبطة بالتمييز العنصري داخل الشرطة.
ومن أهم جوانب هذه الخطة إدراج ميثاق جديد للتوقيف والتفتيش، والذي تم تطويره بالتعاون مع مجتمعات السود لضمان أن هذه الإجراءات تتم بشكل أكثر شفافية وإنصافًا.
ويشمل الميثاق الجديد معايير وإرشادات لضبط كيفية إجراء عمليات التوقيف والتفتيش. ويهدف هذا الميثاق إلى إعادة تشكيل هذه العمليات بحيث تكون أقل تمييزًا وأكثر احترامًا لحقوق الأفراد. ويعتبر هذا التحرك محاولة لتهدئة التوترات التي نشأت جراء الاستخدام المكثف للتوقيف والتفتيش ضد أفراد من المجتمع الأسود.
ومن أبرز الحوادث التي أثارت الجدل حول هذه القضية كان التعامل مع الرياضيين السود، مثل العداءة البريطانية بيانكا ويليامز وشريكها العداء البرتغالي ريكاردو دوس سانتوس، فقد تم توقيف وتفتيش كلا الرياضيين بطريقة أثارت انتقادات واسعة ضد الشرطة، حيث اعتبرت هذه الحادثة مثالًا على التمييز العنصري الذي تتعرض له المجتمعات السوداء في لندن.
وقالت الشرطة أن التقدم في خطتها لمكافحة العنصرية سيخضع لمتابعة مستمرة، حيث سيتم تقديم تحديثات بشأن تقدم الخطة مرتين في السنة.