عرب لندن
أكد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، يوم أمس الثلاثاء "أن هناك نور في نهاية النفق"، محاولاً إقناع الشعب وحزبه بضرورة تحمل "الألم المالي قصير المدى" كخطوة ضرورية لتعافي الاقتصاد.
وبحسب ما ذكرته صحيفة التليغراف “Telegraph” جاء ذلك في أول خطاب له في مؤتمر حزب العمال منذ توليه رئاسة الوزراء، حيث أوضح أن خفض الضرائب لن يكون ممكنًا حتى تُسَدّ الفجوة في الميزانية التي خلفها المحافظون."
وأوضح ستارمر في خطابه أنه لا يستطيع خفض الضرائب إلا بعد إصلاح المالية العامة، مشيرًا إلى أن حكومة العمال ستعمل على تحسين مستوى المعيشة على المدى الطويل رغم التحديات المالية القريبة.
كما أكد أن الميزانية المنتظرة في 30 أكتوبر ستتضمن قرارات مالية صعبة، لكنها ضرورية لتحقيق نمو اقتصادي أكبر في المستقبل.
وقال ستارمر: "التجديد الوطني يتطلب جهدًا جماعيًا ونضالًا مشتركًا. علينا أن نتحمل التحديات القصيرة المدى لتحقيق فوائد طويلة الأجل، مثل تحقيق نمو اقتصادي أعلى، تقليص قوائم انتظار المستشفيات، تعزيز الأمان في الشوارع، تقوية الحدود، وتوفير طاقة نظيفة تجعل بريطانيا أكثر استقرارًا".
من المتوقع أن تشمل الميزانية المقبلة زيادات ضريبية، حيث أشار ستارمر إلى أن "الضرائب المنخفضة" لن تكون ممكنة قبل استقرار المالية العامة.
ورغم استبعاد حكومة العمال لرفع ضرائب الدخل أو التأمين الوطني أو ضريبة القيمة المضافة، إلا أن زيادة الضرائب على المكاسب الرأسمالية والميراث تبقى احتمالًا قائمًا.
يأتي هذا في وقت يواجه فيه ستارمر انتقادات، حتى من داخل حكومته، حيث يرى البعض أن خطابه يغلب عليه طابع "التشاؤم المفرط". كما أثار قرار حكومته بإلغاء المدفوعات الشتوية للوقود عن 10 ملايين متقاعد استياءً واسعًا، ما أدى إلى صيحات استهجان في مؤتمر حزب العمال بمدينة ليفربول.
ورغم الانتقادات، أكد ستارمر أن اتخاذ "قرارات صعبة الآن" هو السبيل الوحيد لتجنب "التهور الاقتصادي" الذي ارتكبه المحافظون، وتعهد بعدم السماح لتلك السياسات بأن تعيق حقوق العمال مرة أخرى.
اختتم ستارمر خطابه برسالة تفاؤل قائلاً: "إذا اتخذنا القرارات الصحيحة الآن، سنرى النور في نهاية النفق قريبًا. بريطانيا التي تستحقونها تنتظركم".