عرب لندن
سافر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إلى روما للقاء رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، ومناقشة استراتيجيات التعامل مع الهجرة غير النظامية.
وبحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان “The Guardian” تأتي هذه الزيارة في وقت يواجه فيه رئيس الوزراء البريطاني ضغوطًا متزايدة للتصدي للهجرة عبر القنال من فرنسا، ويأمل في الاستفادة من تجارب ميلوني في تقليل أعداد المهاجرين عبر البحر الأبيض المتوسط.
وشهدت جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، في سبتمبر الماضي، تدفقاً كبيراً للمهاجرين، حيث وصل أكثر من 11,000 شخص، معظمهم من تونس، خلال أسبوع واحد.
وأبرز هذا التدفق الضخم صعوبة تحقيق رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني لوعدها بكبح الهجرة غير النظامية، لكنه دفعها لتبني سياسات أكثر صرامة.
واتخذت ميلوني بالتعاون مع أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، خطوات حاسمة، منها تمديد فترة احتجاز المهاجرين في مراكز الترحيل إلى 18 شهراً وإنشاء مراكز جديدة.
كما أبرمت اتفاقاً في يوليو 2023 مع تونس، يقضي بدفع ملايين اليوروهات لوقف مغادرة قوارب المهاجرين وتعزيز الاستثمارات في التعليم والأعمال هناك بهدف ردع الهجرة. وفي الوقت نفسه، أبرمت إيطاليا اتفاقاً مع ليبيا في 2017 لتدريب وتجهيز خفر السواحل الليبي لمنع مغادرة المهاجرين.
وزارت ميلوني هذا العام تونس وليبيا للضغط على قادتهما لتفعيل هذه الاتفاقيات بشكل أكثر فعالية. كما أبرمت إيطاليا صفقة مع ألبانيا لنقل الرجال الذين يصلون بقوارب من شمال أفريقيا إلى مراكز في ألبانيا لمعالجة طلباتهم.
ورغم أن هذا المخطط لم يحرز تقدماً ملموساً حتى الآن، فإن تنفيذه قد يكلف إيطاليا 670 مليون يورو (560 مليون جنيه إسترليني) على مدى خمس سنوات.
وشهدت إيطاليا خلال السنة الأولى لحكم جورجيا ميلوني، زيادة كبيرة في عدد الوافدين عبر البحر، حيث بلغ الإجمالي 125,806 شخوص في 2023، أي ضعف الرقم المسجل في 2022.
ومع ذلك، انخفض عدد الوافدين هذا العام إلى 44,465، وفقاً لأحدث بيانات وزارة الداخلية الإيطالية. يُعزى هذا التراجع إلى تأثير صفقات إيطاليا مع تونس وليبيا، وهناك تكهنات بوجود دعم إضافي لتحسين فعالية هذه السياسات، خاصةً خلال فترة استضافة إيطاليا لرئاسة مجموعة السبع هذا العام.
بينما يسعى ستارمر للاستفادة من نموذج إيطاليا في التعامل مع الهجرة، يرى الخبراء أن تطبيق هذه السياسات في بريطانيا قد يكون معقداً.
ووفقاً لوولفانغو بيكولي، الرئيس المشارك في شركة Teneo البحثية، فإن التحديات التي تواجهها بريطانيا وإيطاليا في مجال الهجرة تختلف.
ويمكن للحكومة في إيطاليا، تقديم مساعدات مالية لتونس وليبيا لخفض أعداد المهاجرين، بينما في بريطانيا، يأتي المهاجرون أساساً من فرنسا، مما يجعل من الصعب تبني نفس الأساليب.