عرب لندن
تشير دراسة دولية إلى أن المملكة المتحدة قد تواجه "تسونامي من السرطانات الفائتة" بسبب الانخفاض الكبير في تشخيص السرطان خلال جائحة كوفيد-19.
وبحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان “The Guardian” عُرضت الأرقام الأولية من شراكة تقييم السرطان الدولية في مؤتمر السرطان العالمي في جنيف، حيث قورنت بيانات تشخيص السرطان في أستراليا وكندا والدنمارك وأيرلندا ونيوزيلندا والنرويج والمملكة المتحدة، قبل الجائحة وأثناءها.
وأظهرت النتائج أن المملكة المتحدة شهدت أكبر وأطول انخفاض في تشخيص سرطانات الرئة والثدي والأمعاء والجلد خلال عام 2020. وبالأخص، سجلت أيرلندا الشمالية وويلز انخفاضات ملحوظة مقارنةً بالدول الأخرى في الدراسة.
وانخفضت حالات تشخيص سرطان الثديبين أبريل ويوليو 2020، بنسبة 35% في أيرلندا الشمالية وويلز، بينما كان الانخفاض في النرويج 24% وفي الدنمارك 14%.
وفي الفترة ذاتها، انخفضت حالات تشخيص سرطان الرئة بنسبة 16% في أيرلندا الشمالية وويلز، مقارنةً بنسبة 10% في النرويج و1% في نيوزيلندا.
وأشارت البيانات إلى أنه خلال بعض الأشهر التي تأثرت بشكل كبير جراء الجائحة، لم يتم تشخيص 44% من حالات سرطان الثدي و30% من حالات سرطان الرئة في أيرلندا الشمالية وويلز.
كما لوحظ انخفاض كبير في تشخيصات سرطان الأمعاء. كان الانخفاض أكثر وضوحًا في مراحل السرطان المبكرة، نتيجة لتعليق برامج الفحص. في أيرلندا الشمالية وويلز، انخفضت حالات تشخيص سرطان الثدي في المرحلة الأولى بنسبة 44% و51% على التوالي.
من جانبها، وصفت البروفيسور بات برايس، أحد مؤسسي حملة "Catch up with Cancer"، الأرقام بأنها "تأكيد في الوقت المناسب للأزمة السرطانية الكبرى". وشددت على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتقليل التأخيرات في العلاج والحد من حالات التشخيص المتأخرة.
وأشار ناصر ترابي، مدير الأدلة والتنفيذ في Cancer Research UK، إلى أن النتائج تدل على أن "نظام الصحة في المملكة المتحدة يفتقر إلى المرونة مقارنة بدول مثل نيوزيلندا"، مما يجعله أكثر عرضة لتأثيرات كوفيد-19. وأوضح أن هذا الوضع قد يكون له عواقب وخيمة على مرضى السرطان الذين عانوا من تأخيرات في التشخيص؛ بسبب الضغط على الخدمات الصحية.
رداً على هذه الأزمة، صرحت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية أن "انتظار الكثيرين طويلاً للحصول على تشخيص وعلاج السرطان غير مقبول".
وأكدت الوزارة أن الحكومة مصممة على تحسين الوضع من خلال وضع خطة شاملة تمتد لعشر سنوات لإصلاح هيئة الخدمات الصحية الوطنية.
وتهدف هذه الخطة إلى ضمان التعامل مع مرضى السرطان في الوقت المناسب، وتشخيصه مبكراً، وعلاجه بسرعة أكبر، مما يساعد على زيادة معدل بقاء المرضى على قيد الحياة.