عرب لندن
يواجه رئيس الوزراء كير ستارمر، ضغوطاً متزايدة من أعضاء حزبه ومنظمات غير حكومية للابتعاد عن السياسات الصارمة التي تتبعها إيطاليا في مجال الهجرة، وذلك قبيل بدء المحادثات الثنائية المرتقبة في روما.
وبحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان “The Guardian” بدأت الأزمة عندما صرح وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، بأن المملكة المتحدة قد تدرس تبني نهج إيطاليا الذي يتضمن معالجة طلبات اللجوء في دول ثالثة مثل ألبانيا.
وأثار هذا الاقتراح استياء بعض النواب في حزب العمال الذين تساءلوا عن سبب رغبة الحكومة العمالية في الاقتداء بنموذج حكومة توصف بأنها نازية جديدة.
ودعت منظمات مثل مجلس اللاجئين ومنظمة العفو الدولية ستارمر إلى تجنب أي "حيل" جديدة، مشيرة إلى فشل الحكومة السابقة في تنفيذ خطة رواندا. وطالبت هذه المنظمات بتركيز الجهود على إصلاحات حقيقية في نظام اللجوء البريطاني بدلاً من تقليد سياسات مثيرة للجدل.
ويأتي ذلك في الوقت الذي لقي فيه ثمانية رجال حتفهم أثناء محاولتهم عبور القنال في ساعات الصباح الأولى من يوم أمس الأحد. كما أُنْقِذ رضيع عمره عشرة أشهر يعاني من انخفاض حرارة الجسم، من بين 53 شخصاً كانوا على متن زورق تحطم قبالة سواحل أومبليتيز في شمال فرنسا.
ومن المقرر أن يزور كير ستارمر، زعيم حزب العمال البريطاني، العاصمة الإيطالية روما يوم الاثنين لمراجعة كيفية نجاح حكومة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني في تقليص عدد الوافدين عبر البحر من 118 ألف إلى 44,500 خلال العام الماضي.
تعتمد استراتيجية ميلوني على إبرام اتفاقات مالية مع دول شمال أفريقيا مثل تونس وليبيا لتعزيز أمن حدودها ومنع انطلاق القوارب. كما تعتزم إيطاليا هذا الخريف فتح مركز احتجاز في ألبانيا لطالبي اللجوء الذين أُنْقِذُوا في البحر، وذلك لحين معالجة طلباتهم.
ومن جابنها أعربت كيم جونسون، النائبة عن حزب العمال، عن قلقها من جدول أعمال الاجتماع الثنائي، ووصفت نهج ميلوني بأنه "نموذج لسوء الإدارة والإساءة"، وفقًا لتقارير منظمة هيومن رايتس ووتش.
وأكدت جونسون أن السياسات الأمنية الصارمة وتدابير الترحيل القاسية لا تمنع الأشخاص اليائسين من طلب اللجوء، بل تعرض حقوق الإنسان للخطر. ودعت بدلاً من ذلك إلى التركيز على معالجة القصور الجاد في نظام اللجوء البريطاني.
كما انتقد نائب عمالي آخر فكرة التقرب من ميلوني، واصفًا ذلك بأنه "مخزٍ"، مشيرًا إلى سجل ميلوني في إساءة معاملة اللاجئين.
وأكد ديفيد لامي، وزير الخارجية البريطاني، أن كير ستارمر سيناقش مع إيطاليا جهودها في مكافحة الهجرة غير النظامية والتعاون مع ألبانيا. ومع ذلك، أوضح لامي أن اقتراح إرسال اللاجئين إلى دول ثالثة مثل ألبانيا ليس سياسة رسمية للحكومة البريطانية.
وأضاف مصدر في وزارة الداخلية أن خطة إيطاليا لمعالجة 3 آلاف طالب لجوء في ألبانيا لم تبدأ بعد، وبالتالي فإن تأثيرها على الهجرة غير النظامية لا يزال غير واضح.
في الوقت نفسه، تسعى الحكومة البريطانية لدراسة استراتيجيات إيطاليا الصارمة ضد عصابات تهريب البشر، بما في ذلك خططها لفتح مركز في سراييفو لتنسيق جهود مكافحة الاتجار بالبشر. كما تبحث الحكومة البريطانية في مشاريع تجريبية عبر إفريقيا بتمويل قدره 5.5 مليار يورو.
وفي مساء الأحد، تم تعيين مارتن هيويت، الرئيس السابق لمجلس رؤساء الشرطة الوطنية، رئيسًا للقيادة الجديدة للأمن الحدودي في الحكومة البريطانية، للإشراف على خطط ستارمر للحد من عبور القوارب الصغيرة.
ومن جانبها، حذرت منظمة العفو الدولية ومجلس اللاجئين من تحميل المملكة المتحدة مسؤولياتها إلى دول أخرى، مؤكدين على ضرورة أن تلتزم المملكة المتحدة بتعهداتها تجاه اللاجئين.