عرب لندن 

أكد وزير العلوم البريطاني، بيتر كايل، أن مستقبل بريطانيا العلمي وحصولها على جوائز نوبل يعتمد على تشجيع الشباب على دخول الجامعات بدلاً من العمل في متاجر الشطائر في الشوارع الرئيسية. وأعلن أن "الحرب على الجامعات" التي شنّتها الحكومة السابقة قد انتهت، منتقداً تصريحات سابقة حول ذهاب عدد كبير من خريجي المدارس إلى الجامعات.

واستهدف كايل الادعاءات التي أطلقها رئيس الوزراء السابق، ريشي سوناك، حول "الدرجات غير المجدية" التي وصفها بأنها تضر بفرص الابتكار وتشكل تهديداً لمستقبل العلماء والمبتكرين. 

وقال كايل في حديثه مع “The Guardian”: "من أين ستأتي الجيل القادم من الابتكارات؟ لن يأتي من متجر للشطائر".

تحدث كايل عن تجربته الشخصية، حيث تمكن من الالتحاق بالجامعة بفضل تدخل قوي من أنيتا روديك، مؤسسة شركة Body Shop، التي حثته على التقدم للجامعة بعد أن لاحظت عمله لساعات طويلة في شركتها. وعندما تم رفضه من قبل جامعة ساسكس، هددت روديك بإعادة شهادتها الفخرية إن لم يتم قبوله.

وأضاف كايل أن التشكيك في قيمة الشهادة الجامعية من قبل الحكومة السابقة يمثل حاجزاً نفسياً، ليس للأسر الميسورة، بل لأولئك الذين يعانون من دخل محدود، حيث تكون القرارات المالية أكثر تأثيراً عليهم.

واستطرد كايل قائلاً إنه لا يعرف نائباً من حزب المحافظين دعا إلى تقليل عدد الطلاب الجامعيين إلا وكان يريد لأولاده الذهاب إلى الجامعة. وذكر أنه في إحدى المرات سأل أحد النواب بعد أن صرح بذلك: "أي من أولادك الثلاثة لا تريد له الذهاب إلى الجامعة؟"

ختاماً، أكد كايل على أهمية الدعم الحكومي لتعزيز تعليم الشباب في الجامعات، مشدداً على أن التعليم العالي هو الطريق نحو الابتكار والتقدم العلمي في المستقبل.

وكايل، أن الحديث عن أن الكثير من الناس يلتحقون بالجامعات يمسّه شخصيًا، حيث يشعر بالتأثر الشخصي الكبير، وقال: "عندما يتحدثون عن أن عددًا كبيرًا من الناس يذهبون إلى الجامعة، فهذا أمر يمسني".

تحدث كايل عن رحلته التعليمية غير التقليدية، حيث كانت أنيتا روديك، مؤسسة شركة Body Shop، أول شخص يقترح عليه أن يتوجه إلى التعليم العالي. بعد أن ترك المدرسة في برايتون دون أي مؤهلات، انضم كايل إلى الشركة بعد تقديمه طلبًا خمس مرات.

بدأ كايل بأدنى وظيفة في الشركة، حيث كان يقوم بإدخال الفواتير، وهي مهمة وجدها صعبة للغاية نظرًا لإصابته باضطراب عسر القراءة الذي اكتشفه لاحقًا. ورغم صعوبة العمل، كان يحب الشركة، واستغل أيام الأحد للعمل بجد وسرًا للحفاظ على سير الأمور بسلاسة. وهكذا التقى بأنيتا، التي لاحظت تفانيه في العمل يوم الأحد.

وعندما اقترحت روديك أن يلتحق بالجامعة، قدم كايل طلبًا إلى جامعة ساسكس مرتين، لكن تم رفضه. وعاد إلى مدرسته القديمة وهو في سن 25 للحصول على المؤهلات المطلوبة لدخول الجامعة.

ومع ذلك، تم رفضه مرة أخرى، لكن بعد بضعة أيام حصل على قبول من الجامعة. في وقت لاحق، اكتشف من سكرتيرة روديك أنها اتصلت بالجامعة وقالت: "إذا لم تقبلوا بيتر كايل كطالب، سأعيد شهادتي الفخرية"، وهو ما أدى إلى قبوله.

عندما ينظر كايل إلى تلك الفترة، لا يعرف كيف استمر في المحاولة، معترفًا بأن العديد من الشباب قد يقبلون الرفض من المحاولة الأولى، لكنه يشعر بالامتنان للتعليم الذي حصل عليه.

منذ عام 2015، يشغل كايل منصب نائب حزب العمال عن منطقة هوف وبورتسليد، وتم تعيينه في مجلس الوزراء كوزير للعلوم والابتكار بعد الانتخابات العامة في يوليو.

وفيما يتعلق بتحسين الوضع المالي للجامعات والطلاب، قال كايل إن معاناة الجامعات تعكس مشاكل بريطانيا ككل. وأوضح أنه يجب تصحيح أسس الاقتصاد لحل هذه المشاكل بشكل متكامل، مشيرًا إلى أن زيادة منح الطلاب لن تحل بمفردها مشكلة السكن في برايتون، لكن الحل يكمن في توفير حقوق أكبر للمستأجرين وبناء المزيد من المنازل، وهو ما يحدث حاليًا في المدينة.

السابق السجن ثلاث سنوات لممرضة بريطانية بعد وفاة طفلها نتيجة تركه وحيدًا في المنزل
التالي ملايين العمال في بريطانيا يُحرمون من الإجازات مدفوعة الأجر بقيمة 2 مليار إسترليني