مستلهما من تجربة فنلندا: عمدة مانشستر يتجه لتطبيق خطة "الإسكان أولا" للقضاء على التشرد
عرب لندن
اتجه عمدة مدينة مانشستر الكبرى، أندي بيرنهام، إلى فنلندا بحثًا عن حلول جريئة لمعالجة مشكلة التشرد في المدينة. حيث صرح بيرنهام بأنه ملتزم بجعل المنطقة “الأولى في المملكة المتحدة التي تتبنى فلسفة 'الإسكان أولاً' على غرار فنلندا"، وفقا “للغارديان".
في فنلندا، تم إطلاق هذا البرنامج في عام 2008 ويهدف إلى توفير منازل للمشردين دون شروط مسبقة. وقد أدى هذا البرنامج إلى تقليص مشكلة التشرد بنسبة 70%، بالإضافة إلى القضاء التام على التشرد المرتبط بالفقر.
وفي مانشستر الكبرى، تم إطلاق تجربة مشابهة لنهج "الإسكان أولاً"، حيث نجحت المبادرة في دعم 430 شخصًا ممن يعانون من مشكلات معقدة تتعلق بالتشرد. الآن، يسعى بيرنهام للحصول على تمويل حكومي لتمديد المشروع إلى ما بعد الموعد النهائي المحدد في مارس 2025.
عند توليه منصب العمدة لأول مرة، قال بيرنهام: "كنت أسمع الكثير عن فنلندا ونهج الإسكان أولاً، فقررت الذهاب إلى هناك للتعرف عليه بشكل أفضل. وكانت تلك الزيارة بمثابة تغيير جذري لي."
يدعو بيرنهام المملكة المتحدة إلى اتباع نهج مماثل لما قامت به فنلندا، معتبرًا أن نشر تقرير غرينفيل الأخير ينبغي أن يكون "نقطة تحول" في سياسات الإسكان في البلاد. ويؤكد بيرنهام أن توفير المنازل للمشردين يمكن أن يوفر المال على المدى البعيد، من خلال تقليل الضغط على ميزانيات الخدمات العامة الأخرى.
يقول بيرنهام: "إن القيام بذلك في الواقع يوفر أموالاً عامة. فكلما زاد نطاق تطبيق برنامج الإسكان أولاً، زادت المدخرات التي يمكن تحقيقها."
يوجد بالفعل عدد من برامج "الإسكان أولاً" التي تنفذ في مناطق مختلفة من المملكة المتحدة. ويهدف هذا البرنامج إلى تقديم منازل دائمة للمشردين في المناطق التي يختارونها، بالإضافة إلى توفير دعم مكثف ومستمر لهؤلاء الأفراد.
ليزا مينشول، البالغة من العمر 50 عامًا والمقيمة في سالفورد، تحدثت عن تجربتها الشخصية مع البرنامج، حيث كانت تعاني من الانتقال المستمر دون استقرار، حتى تلقت دعمًا من أحد العاملين في برنامج "الإسكان أولاً" في مانشستر الكبرى. وأوضحت أن هذا العامل منحها القدرة على التحكم في حياتها، مما ساعدها على تغيير مسار حياتها بشكل إيجابي.
قالت ليزا: "كنت بلا مأوى ثلاث مرات في حياتي. المرة الأولى عندما كنت في الخامسة عشرة ونصف، حين انتحرت والدتي. المرة الثانية بسبب العنف المنزلي، حيث خرجت من المنزل. أما المرة الأخيرة، فكانت بسبب حريق دمر منزلي".
وأضافت: "عندما حصلت على منزلي الجديد، كنت مجرد شخص محطم، لكنني بدأت ببناء حياتي من جديد. الآن، لدي كلبي وقطتي، وهما أفضل أصدقائي، وقد ساعداني كثيرًا في التغلب على قلقي".
وأشارت ليزا إلى أن الدعم الذي تلقته من برنامج "الإسكان أولاً" قد ساعدها على التحسن بشكل متواصل، حيث أصبحت الآن تطبخ وجبات صحية، وتعتني بلياقتها البدنية، وعادت إلى هوايتها في الخَبز. كما أنها تطمح إلى كتابة سلسلة من الكتب.
ووصفت منزلها الحالي بأنه "أفضل مكان عاشت فيه على الإطلاق"، مؤكدة أنها تشعر بالسعادة والراحة في العيش هناك لبقية حياتها.
وخلال حدث أقيم في مانشستر للاحتفال بنجاح البرنامج، أعرب السفير الفنلندي، يوكا سيوكوساري، عن تفاؤله بإمكانية تحقيق المملكة المتحدة نفس النتائج التي حققتها فنلندا في معالجة مشكلة التشرد من خلال برنامج "الإسكان أولاً".