عرب لندن 
 

نشرت هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" تقريراً جديداً يكشف عن الأوضاع الصعبة في سجن "بينتونفيل" للرجال في شمال لندن، الذي يُعتبر من أكثر السجون اكتظاظاً وتعرضاً للعنف في بريطانيا. خلال زيارة نادرة إلى السجن، وثقت البي بي سي حالات العنف وإيذاء النفس المتكررة، وذلك في ظل أزمة شديدة تواجهها السجون في إنجلترا وويلز.

وأوضح تقرير البي بي سي أنه ومن بين تلك الحالات، كان هناك حادث طارئ استدعى صفارة الإنذار، حيث هرع الحراس إلى زنزانة سجين حفر اسمَي "أمي وأبي" على ذراعه باستخدام أداة حادة. ويذكر أن الحراس تدخلوا بسرعة لإيقاف النزيف، مما يعكس مدى القسوة والصعوبات التي يواجهها السجناء والموظفون في هذا السجن.

ويضم سجن "بينتونفيل"، الذي تم بناؤه في عام 1842 لاستيعاب 520 سجيناً، أكثر من 1,200 سجين، حيث يتكدس سجينان في كل زنزانة صغيرة. علاوة على ذلك، يعاني السجناء من انتشار الفئران والصراصير، وتدهور البنية التحتية مثل المراحيض المعطلة التي تظل دون إصلاح لفترات طويلة.

وقال الحارس شاي دهوري، الذي يعمل في سجن "بينتونفيل" منذ خمس سنوات، "إنه لم يشهد أوضاعاً بهذا السوء من قبل". وأضاف: "العنف المتزايد بين أفراد العصابات يجعل الأمور فوضوية للغاية. لقد أصبت في معصمي أثناء محاولتي فصل اثنين من أفراد العصابات".

وأظهرت البيانات أن السجن يعاني من اكتظاظ شديد، حيث سجل 104 حالات إيذاء نفس في مارس 2024 وحده، وهو أعلى عدد شهري منذ بدء التسجيل. بين عامي 2019 و2023، شهد السجن سبع حالات انتحار. يعيش 57% من السجناء في ظروف مكتظة، حيث يخرج السجناء الذين لا يشاركون في برامج التدريب أو التعليم من زنازينهم لمدة ساعة واحدة فقط يومياً.

وفي ظل اكتظاظ السجون على مستوى البلاد، أعلنت الحكومة عن خطة مثيرة للجدل للإفراج المبكر عن بعض السجناء لتخفيف الضغط. سيُفرج عن 16 نزيلاً من "بينتونفيل" الأسبوع المقبل، لكن بعض السجناء يشككون في جدوى هذه الخطوة. قال أحد السجناء، الذي رفض التصوير، "لن يتغير شيء. لا أحد يهتم بنا. أفضل الموت على البقاء هنا".

وبدوره أكد مدير سجن "بينتونفيل"، سيمون درايسديل، أن الإفراج المبكر عن بعض السجناء سيساعد في تخفيف الضغط على السجن، وسيسمح بنقل السجناء إلى سجون أخرى. وأضاف: “نركز على ضمان وجود مساحة كافية، لكن هذا يستغرق وقتاً كبيراً من الموظفين، مما يقلل من قدرتنا على التركيز على تأهيل السجناء بشكل فعال”.

ووفقاً لبيانات وزارة العدل، تكلف عملية الاحتفاظ بسجين في "بينتونفيل" حوالي 48,949 جنيهًا إسترلينيًا سنويًا، بينما تبلغ تكلفة تشغيل السجن بالكامل حوالي 52.4 مليون جنيه إسترليني سنويًا.



 


 


 


 

السابق جمعيات خيرية تحذر من ارتفاع وفيات المهاجرين بسبب حملة حكومة العمال ضد مهربي البشر
التالي كاتبة بريطانية تدعو لإتاحة خيار التعليم عبر الإنترنت للحد من أزمة الغياب المدرسي