عرب لندن
دعت الكاتبة البريطانية آن فاين، الحائزة على جائزة كارنيجي مرتين، إلى السماح للأطفال بالتعلم عبر الإنترنت كبديل عن الذهاب إلى المدرسة، مشيرة إلى الزيادة الكبيرة في نسب الغياب المدرسي.
وبحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان “The Guardian” أوضحت فاين، التي أصدرت مؤخرًا كتابها الـ95 بعنوان "على الجدار"، أن ارتفاع نسبة الغياب المدرسي “مذهل”.
وأضافت: "يجب أن نتساءل لماذا ترتفع هذه الأرقام بهذا الشكل، وكيف يمكننا تقليلها؟". وأكدت أن المجتمع يجب أن يستمع إلى ما يحاول الأطفال الغائبون التعبير عنه، وأن يُبحث عن طرق لتلبية احتياجاتهم.
وأشارت فاين إلى أن هناك حاجة ملحة لاعتماد التعليم عبر الإنترنت للأطفال الذين يفضلون هذا النمط، قائلة: "الغياب أصبح مشكلة كبيرة، ولا يمكن تجاهل فكرة التعليم عبر الإنترنت بعد الآن. أعتقد أن هذه الفكرة قد تكون حلاً فعالاً".
ويأتي ذلك في الوقت الذي أشارت فيه البيانات إلى أن نسبة الطلاب الذين يتغيبون بشكل مستمر – أي الذين يغيبون عن أكثر من 10% من الحصص – قد تضاعفت في إنجلترا منذ جائحة كورونا.
ففي العام الدراسي 2018-2019 كانت النسبة 10.9%، وارتفعت إلى 22.3% في 2022-2023. ويُظهر الاتجاه نفسه في أيرلندا الشمالية واسكتلندا وويلز، رغم اختلاف نظام جمع البيانات؛ بسبب استقلالية التعليم في هذه المناطق.
وصف معهد الأبحاث "بابلك فيرست" الوضع الحالي بأنه "أزمة وطنية كاملة"، موضحًا أن الطلاب الأكثر عرضة للغياب هم من يتلقون وجبات مدرسية مجانية أو لديهم احتياجات تعليمية خاصة.
من جانبه، أكد البروفيسور كريس ويتي، كبير الأطباء في إنجلترا، على أهمية الحضور المدرسي، مشيرًا إلى أن جميع الأطفال، بما فيهم الذين يعانون من قلق خفيف أو متوسط، عادة ما يكونون أفضل حالًا في المدرسة.
ومع ذلك، أوضحت آن فاين أن التعليم عبر الإنترنت نجح أثناء الجائحة، وقالت: "السؤال لا ينبغي أن يكون ‘لماذا لا يذهب هؤلاء الأطفال إلى المدرسة؟’ بل يجب أن نتوقف عن الافتراض بأن كل طفل سيكون أفضل حالًا في المدرسة".
وأضافت: "إذا كان الطفل لا يريد الذهاب إلى المدرسة، علينا أن نتساءل: هل هو حقًا في وضع أسوأ إذا بقي في المنزل؟ بالنسبة للكثيرين، قد لا يكون الجواب ‘بالضرورة’، وبالنسبة للذين يواجهون صعوبة في التفاعل الاجتماعي في المدرسة، قد يكون الجواب ‘على الأرجح لا’".
وكشفت فاين عن أنها شخصيًا كانت تكره التفاعل الاجتماعي في المدرسة، قائلة: "أكره عبارة اختر شريكاً للعمل معه’، ولم يكن ذلك شعورًا غير مألوف. هناك العديد من الأطفال الذين قد يكونون أكثر سعادة بالتعلم خارج المدرسة".
وأشارت فاين إلى ضرورة إعادة التفكير في الطريقة التي يُدار بها التعليم، متسائلة: "لو بدأنا من الأساس، هل كنا سنصمم نظامًا يجمع مجموعة كبيرة من الأطفال الذين لا يجمعهم شيء مشترك، ونجعلهم يتعلمون معًا؟".
أوضحت فاين أن التعليم كان يتطور قبل الجائحة، حيث أصبح الأطفال يتلقون تشجيعًا على أن يكونوا أفرادًا مستقلين وواعين بذواتهم، بدلاً من اعتبارهم مجرد أوعية يتم ملؤها بالمعلومات.
وأضافت أن الجائحة كانت نقطة تحول مهمة، حيث أدرك كل من المجتمع والأطفال أن الإنترنت يمكن أن يكون وسيلة تعليمية بديلة. وأكدت أن الغياب المدرسي يجب أن يُفهم على أنه رسالة من الأطفال للمجتمع، ويجب التركيز على كيفية تلبية احتياجاتهم بدلاً من معاقبتهم.
4o