عرب لندن
أظهرت الأرقام الرسمية ارتفاعًا في عدد الأطفال المتورطين في الجرائم بعد انتهاء الإغلاق. فقد زادت نسبة اعتقالات القُصَّر تحت سن 18 بنسبة 9% خلال العام الماضي، وارتفعت بنسبة 16% منذ بداية جائحة كورونا في 2020، ليصل إجمالي الاعتقالات إلى 58,507 حتى مارس 2023.
وبحسب ما ذكرته صحيفة التليغراف "Telegraph" شهدت الجرائم المرتبطة بالعنف، والسرقة، وحيازة الأسلحة البيضاء زيادات كبيرة، حيث كانت أكبر زيادة في جرائم السرقة التي ارتفعت بنسبة 31% لتصل إلى 5,981 حالة خلال العام الماضي. كما أن الأطفال يشكلون الآن حوالي 39.1% من إجمالي اعتقالات السرقة، وهي الجرائم التي تنطوي على استخدام القوة لسرقة ممتلكات من أشخاص أو أماكن.
وارتفعت اعتقالات الأطفال في جرائم العنف ضد الأشخاص، التي تشمل الاعتداء والقتل، بنسبة 22% منذ بداية الجائحة، لتصل إلى 18,220 حالة حتى مارس 2023.
وجاءت هذه الأرقام بعد اعتقال خمسة أطفال للاشتباه في تورطهم بقتل بهيم كوهلي، البالغ من العمر 80 عامًا، الذي تعرض للهجوم أثناء نزهة مع كلبه في حديقة فرانكلين بمدينة براونستون، ليسترشير، مساء الأحد.
وربطت الوكالات الحكومية وخبراء الجريمة هذا الارتفاع بتأثيرات فترة إغلاقات كورونا، التي عزلت الأطفال في منازلهم دون الدعم المعتاد من المدارس أو الأنشطة الاجتماعية والرياضية. كما أشاروا إلى أن ارتفاع مستوى الجريمة يعكس تدهور السلوك في المدار.
أوضح جون ييتس، المدير التنفيذي لصندوق تمكين الشباب، الذي يتلقى 200 مليون جنيه إسترليني من وزارة الداخلية لمنع العنف بين الأطفال، أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية وراء زيادة العنف بين الأطفال: تأثير الإغلاق الذي حرمهم من المدارس والأنشطة الاجتماعية والرياضية، تأثيرات سلبية على الحياة الأسرية بسبب نقص الدعم الاجتماعي خلال الجائحة، وتقليص الخدمات العامة المخصصة لدعم الأطفال خلال السنوات العشر الماضية.
ورغم أن عدد الأطفال الذين ترعاهم السلطات المحلية ارتفع بنسبة 23% ليصل إلى 83,840 منذ 2012-2013، إلا أن التمويل لم يكن كافيًا لمواكبة هذا الارتفاع، حيث تراجع الإنفاق على خدمات الشباب بنسبة 56% ليصل إلى 448 مليون جنيه إسترليني.
وارتفعت جرائم حيازة الأسلحة بنسبة 21% لتصل إلى 4,189 حالة حتى مارس 2023، وهو أعلى مستوى لها خلال العشر سنوات الماضية. كما يشكل القُصَّر حوالي 18.4% من إجمالي اعتقالات حيازة الأسلحة.
وفي حالات الطعن التي تستدعي دخول المستشفى، كان الأطفال دون سن 16 يمثلون 4.6% من المصابين، مع تركيز أكبر بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عامًا.
وأشار ريك موير، مدير مؤسسة الشرطة المستقلة، إلى أن العصابات الإجرامية تستهدف بشكل متزايد الأطفال الأصغر سنًا لتجنيدهم في أنشطة "خطوط المقاطعات"، حيث يُكلف هؤلاء الأطفال بالقيام بأخطر المهام، مما يزيد من تعرضهم للمخاطر.
ورغم انخفاض عدد جرائم القتل بين الأطفال إلى 32 حالة في عام 2023 مقارنة بـ 37 في العام السابق، إلا أن العدد لا يزال مرتفعًا، ويعكس تزايد العنف بين الشباب.
وأظهرت الأبحاث التي أجرتها مؤسسة بن كينسيلا أن واحدًا من كل 20 طفلًا فوق سن 12 قد حمل سكينًا خارج منزله خوفًا من التعرض للعنف. ووجدت الدراسة أن 4.83% من الأطفال قد حملوا سكينًا، وهو ما يعادل أكثر من 250,000 طفل إذا عُمِّمَت النتائج على المستوى الوطني.