دراسة: الأطباء العامون في "NHS" لن يتولوا معظم المواعيد الطبية في السنوات القادمة

عرب لندن 

تواجه هيئة الخدمات الصحية الوطنية "NHS" في إنجلترا "نقطة تحول" قد تؤدي إلى تقليص كبير في دور الأطباء العامين في تقديم المواعيد الطبية.

وفقًا لدراسة جديدة نُشرت في مجلة "BMJ Open"، تبين أن واحدًا من كل خمس عيادات طبية قد أُغلق، بينما ارتفع عدد المرضى المسجلين لدى أطباء الأسرة بشكل كبير خلال العقد الماضي.

وبحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان "The Guardian" تشير الدراسة إلى أنه من غير الواقعي توقع استمرار الأطباء العامين، الذين يتناقص عددهم بسرعة، في تقديم نحو نصف الاستشارات الطبية كما يفعلون حاليًا.

وحذر الباحثون من جامعة كلية لندن ومدرسة لندن للصحة والطب المداري (LSHTM) من أن الوضع الحالي غير مستدام، ومن المرجح أن نرى قريبًا نقطة تحول حيث لن يتولى الأطباء العامون تقديم غالبية المواعيد في الممارسات الطبية في إنجلترا.

أوضحت الدراسة أن تراجع عدد الأطباء العامين الذين يعملون بدوام كامل، بالإضافة إلى الزيادة المستمرة في طلبات المواعيد وأعباء العمل؛ بسبب زيادة عدد السكان وشيخوخة المجتمع البريطاني، قد جعل من الصعب على المرضى الحصول على مواعيد مع أطباء الأسرة الذين يتعاملون معهم.

كما كشفت الدراسة أن عدد العيادات الطبية انخفض من 8,044 إلى 6,419 بين عامي 2013 و2023، أي بتقليص بنسبة 20%، ما يعادل إغلاق 178 عيادة سنويًا. في الوقت ذاته، ارتفع عدد المرضى المسجلين في كل عيادة بنسبة 40%، ليصل إلى متوسط قدره 9,724 مريضًا.

وعلى الرغم من زيادة العدد الإجمالي للأطباء العاملين في NHS، فإن العدد المكافئ للأطباء الذين يعملون بدوام كامل انخفض من 27,948 إلى 27,321. كما تراجع متوسط عدد الأطباء العامين لكل 1,000 شخص من 0.53 إلى 0.45، أي بنسبة 15%، وكان هذا الانخفاض أكثر وضوحًا بين الأطباء الذكور.

وتعليقًا على النتائج، قالت البروفيسور كاميلا هاوثورن، رئيسة الكلية الملكية للأطباء العامين، إن النتائج تسلط الضوء على الحاجة الملحة لتوظيف المزيد من الأطباء العامين والحفاظ على الموجودين منهم.

وأوضحت: “مع تزايد أعباء العمل على الأطباء، سواء من حيث الحجم أو التعقيد، فإن هذه الأعباء تقع على عاتق عدد أقل من الأطباء مقارنة بخمس سنوات مضت.”

وبدوره وعد حزب العمال بتصحيح أزمة وصول المرضى إلى الأطباء العامين من خلال توظيف 1,000 طبيب إضافي بحلول نهاية العام. كما قرر الحزب زيادة أجور الأطباء والعاملين في العيادات لتحفيزهم على الاستمرار في العمل.

ومن جانبها، أكدت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية أن "NHS تعاني من أزمات حادة، كما يظهر في هذا البحث، لكن الحكومة ملتزمة بإصلاح النظام من خلال تحويل التركيز من المستشفيات إلى الرعاية المجتمعية."