عرب لندن
كشفت لجنة جودة الرعاية (CQC) في تقرير جديد عن سلسلة من الأخطاء والتقديرات الخاطئة في رعاية فالد كالوكان، الذي كان يعاني من فصام متقدم. رغم عدم التزامه بالعلاج وظهور علامات عدوانية، أُفْرِج عنه، وهو ما ساهم في ارتكابه جريمة قتل ثلاثة أشخاص في نوتنغهام في يونيو من العام الماضي.
وبحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان ”The Guardian“ راجعت لجنة جودة الرعاية (CQC) معالجة فالد كالوكان من قبل خدمة الصحة الوطنية في نوتنغهامشير خلال الفترة من مايو 2020 إلى سبتمبر 2022. وخلصت إلى أن "الخطر الذي كان يشكله كالوكان على الجمهور لم يُدار بشكل مناسب".
وأكدت المراجعة أن هناك "سلسلة من الأخطاء والإغفالات والتقديرات الخاطئة"، وليس "نقطة فشل واحدة“. وأشار التقرير إلى وجود "مشكلات نظامية في الرعاية النفسية المجتمعية" التي، دون اتخاذ إجراءات فورية، ستظل تشكل خطرًا دائمًا على سلامة المرضى والجمهور.
وفي 13 يونيو 2023، ارتكب كالوكان جريمة قتل في نوتنغهام، حيث قتل غريس أومايلي-كومار وبرنابي ويببر، كلاهما كانا طالبين في التاسعة عشرة من عمرهما، بالإضافة إلى إيان كوتس، الذي كان يبلغ من العمر 65 عامًا. بعد ارتكاب القتل، سرق كالوكان شاحنة كوتس ودهس بها ثلاثة مشاة، مما أدى إلى إصابتهم بجروح خطيرة.
وفي يناير 2024، صدر حكم بحق كالوكان بإيداعه مستشفى غير محدد بعد اعترافه بارتكاب القتل غير العمد، وذلك بسبب تدهور حالته العقلية الناتج عن تشخيصه بالفصام. وأكد الخبراء أن هذه الحالة كانت السبب وراء ارتكابه للجرائم.
وفي بيان مشترك، وصفت عائلات الضحايا التقرير بأنه كان "مؤلمًا"، واتهموا الأطباء المسؤولين عن رعاية كالوكان بالفشل في اتخاذ القرارات الصحيحة. كما أشاروا إلى "قلة المساءلة" بين الإدارة العليا للصندوق الصحي النفسي وسألوا عن سبب استمرار هؤلاء المسؤولين في مناصبهم.
وأضاف التقرير أن دقة الأدلة المقدمة للمحكمة حول حالة كالوكان وعلاجه كانت محل تساؤل. وفي أعقاب هذا التقرير، أعلنت الأسر عن إجراء تحقيق علني في القضية بعد اجتماع مع وزير الصحة والمدعي العام الأسبوع الماضي.
أُحيل كالوكان إلى خدمات الصحة النفسية لأول مرة في مايو 2020 بعد اعتقاله بتهمة تحطيم باب شقة جاره. وبعد ساعة من الإفراج عنه، أُعيد اعتقاله بسبب اقتحامه شقة أخرى مما أدى إلى إصابة امرأة. سجل المستشفى أشار إلى تحذير طبيب نفسي في يوليو 2020 من أن "نقص الفهم والندم قد يؤدي إلى تكرار الحوادث".
من جانبه، قال كريس دزيكيتي، المفتش المؤقت للرعاية الصحية في CQC، إن التقرير أوصى بضرورة إصدار إرشادات جديدة من NHS إنجلترا خلال 12 شهرًا حول كيفية رعاية الأشخاص الذين يعانون من الفصام المعقد والفصام المتقدم.