عرب لندن
توفي مهاجران أثناء محاولتهما عبور القناة الإنجليزية في قارب مطاطي، ليصل إجمالي الوفيات منذ منتصف يوليو إلى تسعة أشخاص على الأقل.
وأوضحت السلطات الفرنسية، أنه تم إنقاذ ثلاثة وخمسين شخصاً بواسطة مروحية وسفن أرسلتها مركز العمليات والمراقبة الإقليمي في جري-نيز، إلى جانب دعم من خفر السواحل البريطاني. ومع ذلك، عُثر على شخصين فاقدين للوعي على متن القارب وأُعْلِنَت وفاتهما لاحقاً.
وفي حادث منفصل صباح الأحد، تم إنقاذ خمسين شخصاً آخرين، بعضهم تعرض لحروق بسبب البنزين. ونُقِل الناجون من الحادثتين إلى فرنسا. من الجدير بالذكر أن الظروف الجوية السيئة منعت محاولات العبور لمدة أربعة أيام قبل وقوع الحادثتين.
وبحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان ”The Guardian“ بلغ عدد الوفيات بين المهاجرين الذين يحاولون عبور القناة الإنجليزية 17 شخصاً، منذ بداية العام، وكانت آخر حالة وفاة قبل الأحد قد وقعت في 28 يوليو، حيث تعرضت سيدة للاختناق داخل قارب مطاطي مزدحم.
ورغم عدم وضوح التفاصيل الكاملة حول الحادثة الأخيرة، وجهت منظمات مثل Utopia 56 وAlarm Phone اللوم إلى تشديد القيود البريطانية على عبور القوارب الصغيرة، معتبرةً ذلك سبباً في زيادة عدد الوفيات.
وقال متحدث باسم Alarm Phone: "نعتقد أن ما لا يقل عن 62 شخصاً لقوا حتفهم على الحدود البريطانية منذ مارس 2023، عندما وقعت بريطانيا وفرنسا أحدث اتفاقية لوقف القوارب. من بين هؤلاء، 39 شخصاً ماتوا في حوادث بحرية، و8 منهم سحقوا حتى الموت داخل قارب مطاطي. هل هذه الأرقام مقبولة بالنسبة للحكومتين البريطانية والفرنسية؟"
وأفادت التقارير بأن جهود بريطانيا ودول أخرى لتعطيل سلسلة توريد القوارب المطاطية أدت إلى تقليل عددها، مما أجبر أعداداً كبيرة من المهاجرين على التكدس في القوارب المتاحة. كما أشار الناشطون إلى أن الشرطة الفرنسية تقوم أحياناً بتخريب القوارب بواسطة السكاكين، مما يجعلها غير صالحة للاستخدام.
وتنشر الحكومة البريطانية بيانات يومية حول عمليات عبور القناة بالقوارب الصغيرة، تشمل عدد المهاجرين وعدد القوارب المستخدمة. وفقاً للإحصائيات، ارتفع متوسط عدد الأشخاص في كل قارب من 20-30 شخصاً في عام 2018 إلى 60-70 شخصاً حالياً، مع تقارير حديثة تشير إلى تكدس أكثر من 100 شخص على متن بعض القوارب.
وبدوره وصف متحدث باسم الحكومة البريطانية الحادث الأخير بأنه "مأساوي"، مشيراً إلى أن "هذا الحادث يبرز المخاطر الهائلة التي تنطوي عليها عمليات عبور القوارب الصغيرة". وأضاف: "نحن نواصل بذل كل ما في وسعنا لمنع استغلال المجرمين القساة للأشخاص الضعفاء. قلوبنا مع المتضررين".