عرب لندن
أعلنت هيئة الصحة الوطنية البريطانية ”NHS“ عن إطلاق أول خدمة من نوعها لدعم المرضى المتحولين جنسياً الذين يرغبون في العودة إلى جنسهم عند الولادة. تأتي هذه الخطوة استجابة لتوصيات "مراجعة كاس"، التقرير المستقل الذي تناول خدمات التحول الجنسي في المملكة المتحدة.
وبحسب ما ذكرته صحيفة التليغراف ”Telegraph“ كشف التقرير أن الأطفال كانوا يُدفعون بسرعة نحو مسارات تحويل جنسي تشمل استخدام أدوية قوية وتدخلات طبية، دون تقديم استشارات كافية لهم حول هذه الخيارات. كما أوصى التقرير بتوفير الرعاية للأشخاص الذين غيروا رأيهم بعد التحول الجنسي، محذراً من إعادة استخدام الأطباء الذين شاركوا في رعايتهم السابقة.
استجابةً لهذه التوصيات، أعلنت هيئة الصحة الوطنية عن خطط جديدة لتحسين الرعاية المقدمة للأطفال والشباب الذين يواجهون تساؤلات حول هويتهم الجنسية. تتضمن هذه الخطط إنشاء أول خدمة من نوعها في NHS لدعم المتحولين جنسياً الذين يرغبون في العودة إلى جنسهم عند الولادة.
وأوضح البروفيسور ستيفن بويس، المدير الطبي لهيئة الصحة الوطنية، أن "العمل الهام" الذي قامت به الدكتورة هيلاري كاس سيساهم في توفير نموذج رعاية "أكثر أماناً وتطوراً" للأطفال. وأضاف أن "الخطة التي أُعْلِن عنها اليوم توضح بشكل شامل تفاصيل هذه الخدمة الجديدة للأطفال والشباب وأسرهم، والتي ستعتمد على الأدلة والبحث المستمر لضمان تلبية جميع احتياجاتهم".
ومن جانبها أوضحت هيئة الصحة أن الخطوة التالية ستكون وضع "مسار محدد" في NHS لدعم الأفراد الذين يختارون العودة إلى جنسهم الأصلي، وذلك لعدم وجود توجيهات واضحة حالياً حول كيفية تقديم الرعاية لهم.
وصرحت الهيئة: "حالياً، لا يوجد مسار سريري محدد في NHS للأشخاص الذين يفكرون في العودة إلى جنسهم الأصلي. لذلك، ستبدأ NHS إنجلترا برنامجاً لاستكشاف هذه القضايا بحلول أكتوبر 2024".
تشمل هذه الخطوة دراسة معدل حالات العودة إلى الجنس الأصلي وأسبابها، حيث أشار التقرير إلى أن نقص البيانات طويلة الأمد يجعل من الصعب معرفة مدى تكرار هذه الحالات، رغم أن الأدلة غير الرسمية تشير إلى تزايدها. كما أوصى التقرير بعدم استخدام "محصرات البلوغ" خارج نطاق التجارب السريرية، وهي التجارب التي ستبدأ في أوائل عام 2025.
كما أعلنت هيئة الصحة الوطنية أنها ستجري مراجعة للخدمات المقدمة للبالغين بحلول نهاية العام، بعد تلقي شكاوى من العاملين والمرضى حول جودة هذه الخدمات. وسيقود الدكتور ديفيد ليفي، المدير الطبي لمجلس الرعاية المتكاملة في لانكشاير وجنوب كمبريا، هذه المراجعة بهدف تحسين مستوى الرعاية.
قال البروفيسور جيمس بالمر، المدير الطبي لهيئة الصحة الوطنية للتكليفات المتخصصة: "من الواضح أن خدماتنا للبالغين بحاجة إلى اهتمام أكبر، وستركز هذه المراجعة على تحسين التجارب السلبية والاستفادة من التجارب الإيجابية".
تستمر هيئة الصحة الوطنية في خططها لافتتاح ثمانية مراكز متخصصة لدعم الأطفال الذين يعانون من اضطراب الهوية الجنسية بحلول عام 2026، لتحل محل عيادة تافيستوك التي أُغلقت. وقد تم افتتاح أول مركزين في أبريل الماضي في مستشفى جريت أورموند ستريت في لندن ومستشفى ألدر هاي للأطفال في ليفربول.
ومن المقرر افتتاح المركز الإقليمي التالي في بريستول في نوفمبر المقبل، يليه مركز آخر في مستشفيات جامعة كامبريدج في الربيع المقبل. بحلول عام 2026، سيكون هناك مركز في كل منطقة من مناطق المملكة المتحدة لتقديم دعم نفسي وطبي شامل للأطفال وأسرهم.
وأكدت الدكتورة كاس أن "التحدي الأكبر الآن هو تحويل هذه الرؤية إلى واقع". وأضافت: "تهدف المراجعة، كما يظهر في خطة التنفيذ، إلى توسيع الخدمات المقدمة للشباب الذين يواجهون تساؤلات حول هويتهم الجنسية، من خلال تقديم رعاية شاملة تلبي احتياجات كل فرد، وتوفير هذه الرعاية في أقرب مكان ممكن من منازلهم".