عرب لندن
يستغل تجار البشر حالياً قرار رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، بإلغاء خطة رواندا للإعلانات على تيك توك، حيث يقومون بالترويج لرحلات قوارب صغيرة من كاليه إلى دوفر باستخدام هذا القرار كوسيلة لجذب المهاجرين.
وبحسب ما ذكرته صحيفة ذا صن ”The Sun“ تظهر منشورات على تيك توك عروضاً لرحلات تكلف حوالي 2.500 جنيه إسترليني، وتستغل إلغاء خطة الترحيل إلى رواندا البالغة قيمتها 300 مليون جنيه إسترليني كوسيلة لجذب المهاجرين، حيث يطمئن أحد المنشورات المهاجرين المحتملين قائلاً: "لا توجد فرصة لإرسالك إلى أي مكان."
وكشف تحقيق لصحيفة ذا صن ”The Sun" عن مقطع فيديو يظهر رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، وهو يصرح في مؤتمر صحفي بعد انتخابه بثلاثة أيام، أنه ستُلْغَى خطة إرسال المهاجرين إلى الخارج إلى حين معالجة طلبات لجوئهم.
ووفقًا للمنشور على تيك توك، تم طمأنة الصوماليين الراغبين في عبور القناة من فرنسا بأن "لا توجد فرصة" لإعادتهم إلى بلدانهم. وجاء في المنشور المكتوب باللغة الصومالية: "خطة رواندا انتهت. لا توجد فرصة لإرسال أي عميل إلى أي مكان. ستصل إلى المملكة المتحدة إذا سافرت معنا."
كما أضاف المنشور، الذي حُذِف بعد أن أُبْلِغ عنه إلى تيك توك، أن ”رئيس الوزراء الجديد قال إن المهاجرين لا ينبغي أن يذهبوا إلى رواندا إذا دخلوا المملكة المتحدة. ستكون 100% آمناً إذا استخدمت خدمتنا. نحن الأمان."
وتعتبر هذه الظاهرة جزءاً من تزايد استخدام تجار البشر لمنصة ”تيك توك" كوسيلة للوصول إلى آلاف الأشخاص الراغبين في عبور القناة من أكثر من 30 دولة متمركزة في كاليه.
وفي سياق متصل، تضمن خطاب الملك الأخير يوم الأربعاء الماضي مشروع قانون يهدف إلى تجريم تجار البشر الذين يستخدمون إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي لبيع الأماكن على القوارب المتجهة إلى المملكة المتحدة.
كما أعلنت وزيرة الداخلية إيفيت كوبر، عن إطلاق قيادة الأمن الحدودي الجديدة، التي شهدت لأول مرة سحب سفينة بريطانية لمهاجرين إلى كاليه الأسبوع الماضي.
ومع ذلك، أعرب الخبراء عن قلقهم من أن هذه الإجراءات قد لا تكون كافية لوقف الأعداد القياسية للمهاجرين العابرين للقناة، حيث عبر حوالي 15 ألف شخص الرحلة الخطيرة منذ بداية العام.
وفي هذا السياق، انتقد كير ستارمر سابقاً خطة رواندا البالغة قيمتها 300 مليون جنيه إسترليني واصفاً إياها بأنها "حيلة"، وأضاف: "انظروا إلى الأعداد التي وصلت في الأشهر الستة الأولى من هذا العام." وأكد أن الخطة لم تكن رادعاً، بل كان لها تأثير معاكس تماماً.
ومن جانبه، انتقد الوزير البريطاني السابق إليك شيلبروك إلغاء خطط ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا، معتبرًا إياها "هدية لتجار البشر"، وأضاف: "سيتعلم العمال سريعاً أن التصريحات المعارضة حول هذه القضايا تختلف تماماً عن إدارة الأمور."