عرب لندن
سيركز رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، حديثه خلال قمة المجموعة السياسية الأوروبية، على قضية الهجرة وأمن الحدود. حيث يسعى ستارمر للوصول إلى تغييرات في نظام اللجوء لتحل محل خطة رواندا المتوقفة.
وبحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان ”The Guardian“ يستضيف ستارمر اليوم الخميس، 45 قائدًا أوروبيًا في قصر بلينهايم للاجتماع السياسي الأوروبي، وهي أول فرصة له لبدء الضغط من أجل ترتيبات جديدة للتعامل مع طالبي اللجوء الذين يحاولون عبور القناة.
ومن المتوقع أن يخبر ستارمر القادة أنه يريد "تجديد" علاقات بريطانيا مع أوروبا، مع وضع ضوابط حدودية جديدة واتفاق على الدفاع والأمن في قلب أي إعادة تفاوض.
وسيلقي ستارمر كلمة في الجلسة العامة التي سيتحدث فيها أيضًا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. يأتي ذلك وسط قلق متزايد بين القادة الأوروبيين بشأن تأثير إعادة انتخاب دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة على الحرب في أوكرانيا.
في بيان صدر قبل الاجتماع المقرر، قال ستارمر: "لا يمكننا أن ندع تحديات الماضي القريب تحدد علاقاتنا في المستقبل. لهذا السبب سيكون الأمن الأوروبي في طليعة أولويات الحكومة في مجال السياسة الخارجية والدفاع، ولهذا السبب أركز على اغتنام هذه اللحظة لتجديد علاقتنا مع أوروبا".
وأضاف: "سيطلق الاجتماع السياسي الأوروبي البداية لهذا النهج الجديد للحكومة تجاه أوروبا، والذي لن يفيدنا الآن فحسب، بل للأجيال القادمة أيضًا، بدءًا من تفكيك شبكات تهريب البشر التي تنقل الناس عبر أوروبا، وصولًا إلى مواجهة أفعال بوتين الوحشية في أوكرانيا والنشاط المزعزع للاستقرار في جميع أنحاء أوروبا".
وسيقدم ستارمر مناشدة مباشرة للقادة لعدم عرقلة محاولاته للاتفاق على ضوابط حدودية جديدة، قائلًا: "لن نتمكن من تأمين حدودنا، ودفع النمو الاقتصادي، والدفاع عن ديمقراطياتنا إلا إذا عملنا معًا".
من جهتها، قالت وزيرة الداخلية إيفيت كوبر: "عبور القوارب الصغيرة الخطير يقوض أمن حدودنا، ويعرض الأرواح للخطر. عصابات التهريب الإجرامية تجني ملايين من عمليات عبور القوارب الصغيرة، وتركنا المحافظون بحيل بدلاً من حل المشكلة. سنعمل عبر أوروبا لمواجهة هذه المشكلة من جذورها، وملاحقة من يستفيدون من هذا التجارة الفظيعة وإحضارهم إلى العدالة".
كان أحد أولى أعمال ستارمر في منصبه هو إلغاء خطط الحكومة السابقة لإرسال طالبي اللجوء إلى رواندا، متعهدًا بدلاً من ذلك بالتركيز على مكافحة عصابات تهريب البشر، وخاصة تلك التي تعمل على الساحل الشمالي لفرنسا.
وفي سبتمبر الماضي، قال ستارمر” إنه سيسعى إلى اتفاق على مستوى الاتحاد الأوروبي لإعادة طالبي اللجوء كهدف طويل الأجل، مما يجعل الدول الأوروبية توافق على استعادة الأشخاص الذين لم يحصلوا على وضع اللجوء“.
وأقر زعيم حزب العمال بأن حكومته قد تضطر إلى قبول حصة من طالبي اللجوء من بقية الاتحاد الأوروبي، لكن المسؤولين في الحزب أكدوا أن هذا سيشمل فقط عددًا محدودًا من الحالات، مثل الأطفال الذين لديهم أفراد من عائلاتهم في المملكة المتحدة.
يوم الأربعاء، أعلن رئيس الوزراء أن حكومته ستقدم مشروع قانون جديد لفرض عقوبات أقوى على من تثبت إدانتهم بتهريب البشر المنظم وتسريع عملية إعادة الأشخاص إلى البلدان التي تعتبرها المملكة المتحدة آمنة.
وسيتبع ذلك بالإعلان اليوم الخميس عن إعادة نشر 100 موظف من وزارة الداخلية إلى وحدة جديدة للإعادة السريعة. كما سيتعهد بأن بريطانيا ستساعد الجهود الأوروبية لمكافحة جرائم الهجرة من خلال منظمات مثل يوروبول وفرونتكس.
ويشارك رئيس الوزراء في جلسة عامة صباح اليوم الخميس، ثم سيحضر جلسة نقاش حول الهجرة برئاسة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيس الوزراء الألباني إدي راما.